الخليج والعالم
الجمهوريون يدفعون الولايات المتحدة نحو الهاوية
أشار الكاتب "توماس إدسال" في مقالةٍ نُشرت بصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنَّ المحللين السياسيين والباحثين والمراقبين يتحدثون صراحة عن وصول النظام الانتخابي الأميركي إلى مرحلة باتت فيها العودة إلى "الأعراف الديمقراطية التقليدية" أمرًا في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلًا.
وأوضح الكاتب أنَّ الأكاديمية الوطنية للعلوم نشرت ثماني مقالات تناولت الحالة الخطيرة التي تشهدها أميركا سياسيًا، لافتًا إلى أنَّ مجلة "ذا أتلانتيك" من جهتها نشرت مقالات مؤخرًا تحدثت عن مساعي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للقيام بانقلاب جديد.
وفي السياق نفسه، ذكّر بمقالة نشرها مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" حملت عنوان "ثماني عشرة خطوة نحو انهيار الديمقراطية".
وبحسب الكاتب، أعرب مراسل موقع "فوكس" "زاك بوشامب" عن مخاوف مشابهة واتهم النُخب في الحزب الجمهوري بتطبيع العنف الذي ارتكبه المعسكر المتطرف في هذا الحزب عندما حصل اقتحام مبنى الكونغرس بتاريخ السادس من كانون الثاني/يناير الماضي.
وقال الكاتب: "الجناح الموالي لترامب والمعادي للديمقراطيين في الحزب الجمهوري تبنّى استراتيجية تقوم على الحفاظ على السلطة السياسية للبيض وخاصة المسيحيين البيض المحافظين"، مبيّنًا أنَّ هذه الفئة ملتزمة بمنع الأقليات العرقية والنساء والليبراليين من تشكيل الغالبية في النظام السياسي بأي ثمنٍ كان تقريبًا.
وأضاف: "الديمقراطية القائمة على التمثيل المتساوي لجميع المواطنين وعلى حكم الغالبية أصبحت بمثابة العدو للحزب الجمهوري المعاصر. ومساعي الحزب الجمهوري على مستوى الولايات لتسييس إدارة الانتخابات وحرمان الديمقراطيين من نيل الأصوات من خلال فرض قوانين انتخاب مقيدة إنما يدلُّ على عزم الجمهوريين على التحكم بالماكينة الانتخابية".
وتابع الكاتب: "السيناريو الأكثر ترجيحًا لزيادة حالة الاستقطاب هو الشلل السياسي بحيث يصبح كِلا الحزبين أكثر حرصًا على منع الطرف الآخر من الفوز بدلاً من العمل على حل المشاكل"، مشيرًا إلى أنَّ سيناريو آخر اعتبره أقل ترجيحًا ولكن أكثر خطورة والذي يتمثل برفع منسوب العداء إلى مستوى ينظر فيه إلى الطرف المقابل على انه خائن أو "عدو للشعب".
وحذَّر من أنَّ الحزب الحاكم قد يعتبر في مثل هكذا سيناريو أنَّ تغيير قواعد اللعبة أصبح مبررًا من أجل منع الحزب الآخر من محاسبته.
ونقل الكاتب عن الخبراء أنَّ ما تشهده الولايات المتحدة اليوم على هذا الصعيد يشكِّل سابقةً حقيقيةً، وأنَّ النظام السياسي السائد حاليًا يُعدُّ جديدًا ومختلفا. واستشهد باستطلاعٍ أجرته شبكة "سي إن إن" قال إنَّه يدلُّ على المقاربات المختلفة بين الديمقراطيين والجمهوريين في إطار كيفية الرد على "التهديدات الناشئة للديمقراطية".
وفي هذا السياق، لفت إلى أنَّ نسبًا أعلى بكثير من الجمهوريين يرون أنَّ "الديمقراطية الأميركية تحت الهجوم" مقارنةً مع الديمقراطيين، إذ بلغت (بحسب الاستطلاع المذكور) نسبة الجمهوريين الذين يتبنون هذا الموقف 75% بينما بلغت نسبة الديمقراطيين 46%، موضحًا أنَّ نسبة الجمهوريين الذين يتوقعون قيام مسؤولين منتخبين بقلب نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة في حال عدم فوز حزبهم بلغت57% مقابل نسبة 49% للديمقراطيين.
واعتبر الكاتب أنَّ مستوى المخاوف في ظل هذه الأجواء يُعدُّ بحدِّ ذاته أمرًا خطيرًا وأنَّ ما يعزز هذه الخطورة هو أنَّ ما يجري يشكِّلُ غطاءً للهدف الحقيقي للحركة اليمينية المعاصرة في أميركا والذي هو "استعادة واستمرارية هيمنة البيض"، محذرًا من استعداد الجمهوريين لدفع البلاد نحو الهاوية في ظل مشاعر الخوف والاستفزاز لدى هذا الشارع.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024