الخليج والعالم
الصحافة الأجنبية: مساعي نتنياهو السابقة لإقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي أسوأ خطأ استراتيجي
كتب بروس ريدل وأنيل شيلاين مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft" أشارا فيها إلى التقارير الإعلامية التي أفادت بأنّ مسؤولين "إسرائيليين" حثوا الولايات المتحدة على شن ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية وذلك خلال زيارة قاموا بها إلى واشنطن.
وقال الكاتبان "إنّ المطالب "الإسرائيلية" هذه ما هي سوى أحدث مثال على المقاربة غير المجدية حيال إيران والتي تعتبر أن تكثيف الضغوط والمزيد من العدوانية سيجبر طهران على الخضوع، حيث رجّحا أن ترد إيران بتصعيد عسكري مقابل".
ومن ثم أشار الكاتبان إلى تصريح الجنرال "الإسرائيلي" المتقاعد "إسحاق بن إسرائيل" لموقع "Bloomberg" حيث قال إنّ مساعي نتنياهو السابقة لإقناع إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران تبين أنها أسوأ خطأ استراتيجي بتاريخ "إسرائيل"".
واعتبر الكاتبان أنّ "التصريح هذا شكل اعترافا بأن "إسرائيل" لم تقوّض أمنها الذاتي فحسب بدفع ترامب نحو الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بل أيضاً أمن الولايات المتحدة حيث هناك مصلحة مشتركة بين الطرفين بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي"، وأضاف الكاتبان أنّ "مثل هكذا سلوك يعد غير مقبول من طرف شريك".
عقب ذلك، تناول الكاتبان السيناريوهات المحتملة في حال القيام بعمل عسكري ضد إيران، حيث قالا "إن الولايات المتحدة قد ترى انها مضطرة إلى اجتياح أراضٍ إيرانية و"الإمساك" بهذه الأراضي في حال "تصعيد للحرب"، وهنا نبها إلى أن عديد سكان إيران يبلغ ثلاثة أضعاف عديد سكان العراق عام ٢٠٠٣ (عندما قامت الولايات المتحدة بغزو العراق)، وأردفا أن المناطق الإيرانية أكثر جبلية بكثير وبالتالي تشكل تحديا لأي قوة احتلال، وتحدثا في نفس السياق عن الهوية القومية الإيرانية وكيف انه من الصعب جداً حصول انشقاقات في الداخل بسبب قوة هذه الهوية. وتابع الكاتبان أن "التجارب في كل من العراق وأفغانستان والصومال وفيتنام انما تفيد بأنه نادراً ما يتم الترحيب بغزاة أجانب".
أما على صعيد العقوبات الاقتصادية، فقال الكاتبان "إن إيران صمدت على مدار عقود امام هذه العقوبات، بما في ذلك حملة الضغوط القصوى خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة".
وبينما قال الكاتبان "انها ليست المرة الأولى التي تعبر فيها "إسرائيل" عن "الهلع" حيال إيران والتي تزداد فيها حدة التوتر، اعتبرا في نفس الوقت أن سيناريو المواجهة العسكرية مرجح "في مرحلة ما".
وشدد الكاتبان على ضرورة عدم تبني المسؤولين الأميركيين سياسة تقوم على خيارين وهما إما عدم القيام بشيء أو الذهاب إلى الحرب، وأضافا أنه "من الأفضل للمصالح الأميركية إجراء المحادثات حول القضايا الخلافية مع إيران بدلاً من إطلاق التهديدات بعواقب قاسية في حال عدم التزام طهران بالاتفاقيات".
كذلك شددا على ضرورة أن توجه واشنطن رسالة واضحة إلى تل أبيب مفادها أن أي هجوم "إسرائيلي" ضد إيران أو ضد "أهداف إيرانية" ستكون له تداعيات سلبية حقيقية على العلاقات الأميركية-"الإسرائيلية".
أضاف الكاتبان أنّ "إدارة ترامب ارتكبت خطأ جسيماً بانتهاك الاتفاق النووي مع إيران وأنها قضت من خلال هذه الخطوة على حوار أميركي "ناشئ" مع إيران من شأنه خفض التوتر في المنطقة"، وقالا "إن هذه الخطوة أثارت المخاوف حول مدى الالتزام الأميركي بتعهداتها، وأن تداعيات هذا الانتهاك بدأت تطارد واشنطن".
وفي الختام قالا "إنه حان الوقت لإجراء محادثات صريحة سواء على المستوى الذاتي أو مع الشركاء بدلاً من إطلاق التهديدات التي ستؤدي إلى نتائج خطيرة".