الخليج والعالم
الولايات المتحدة تدّعي قيادة الديمقراطية في العالم!
"قمة الديمقراطية" التي تنظّمها اليوم الولايات المتحدة لا تحظى بإجماع وتأييد عدد من الدول. هذا ما يظهر من خلال رصد مواقف البلدان منها وتلك المُشاركة فيها التي تدور معظمها في الفلك الأمريكي.
تنطلق القمة اذًا اليوم وتستمرّ حتى الغد تنفيذًا لتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن عنه خلال حملته الانتخابية.
من ضمن البلدان المدعوة (100 بلد) للقمة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا واليونان، وذلك بحسب قائمة المدعوين التي نشرتها وزارة الخارجية الأميركية على موقعها، إضافة الى كيان العدو. أما على المستوى العربي، فلم توجّه الدعوى سوى الى العراق، فيما استُثنيَ العديد من الدول، ومن ضمنها روسيا والصين، من المشاركة في الفعالية.
روسيا
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت أنّ واشنطن ستمنح المشاركين في "قمة الديمقراطية" "شرف حق" خدمة المصالح الأميركية، ولفتت عبر صفحتها في "تلغرام" إلى تصريح مساعد الرئيس الأميركي، جيك ساليفان، الذي قال إنّ نظام العلاقات الدولية يتغير حاليًا، وهيكلها الحالي برئاسة الأمم المتحدة الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية يصبح شيئًا من الماضي تدريجيًا.
وكتبت: "هذا هو بالذات ما نتحدث عنه منذ 3 سنوات: تقوم الولايات المتحدة بتدمير نظام العلاقات الدولية المؤسسة على القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة، وذلك من أجل إنشاء منطقة راحة خاصة بها تنوي واشنطن أن تهيمن فيها بانفراد".
المتحدثة قالت: "لهذا السبب بالذات تنظم الولايات المتحدة هذه الفعالية الجماعية في شكل "قمة الديمقراطية"، التي ستمنح المشاركين فيها شرف حق خدمة المصالح الأميركية".
وخلصت إلى أنه "من الممكن تقييم تصريح جيك ساليفان بشكل مختلف، ووصفه بـ "الساخر" و"تصريح بدم بارد"، والشيء الوحيد الذي لا يمكن نفيه هو أنه نزيه، وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة تمّت تسمية الأشياء بأسمائها".
يأتي تصريح زاخاروفا بعد تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سابقًا أنّ هذه القمة تهدف إلى "تقسيم الدول إلى الديمقراطية وغير الديمقراطية".
وعبّر سفيرا روسيا والصين لدى الولايات المتحدة في مقالٍ مشترك نشرته صحيفة "ناشيونال انتريست" الأميركية منذ أيام عن رفض موسكو وبكين لهذه القمة.
باكستان تقاطع
بالموازاة، قالت مصادر في وزارة الخارجية الباكستانية إن إسلام أباد قدمت اعتذارًا رسميًا للولايات المتحدة بعدم المشاركة في قمة الديمقراطية التي دعت إليها واشنطن.
ونقلت قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية، عن مصادر في وزارة الخارجية، أن إسلام أباد لن تشارك في هذه القمة المقرر عقدها عبر تقنية الفيديو، وأنها قدمت اعتذارا رسميا للولايات المتحدة.
كوبا تنتقد بشدّة
كذلك قالت نائبة وزير خارجية كوبا خوسيفينا فيدال إن سلطات بلادها تعتبر قرار الإدارة الأميركية حول عقد قمة من أجل الديمقراطية، ليس إلا ضربًا من الوقاحة والنفاق.
الدبلوماسية الكوبية دوّنت أمس في تغريدة على "تويتر": "مهزلة كبيرة أخرى من الولايات المتحدة، تعلن نفسها قائدة للقمة من أجل الديمقراطية، دولة غير ديمقراطية مفضوحة السمعة".
ولفتت إلى أن "ذلك يؤكد أن المال هناك يقوّض النظام السياسي، وأجندة مجموعة الأقلية أكثر أهمية من المصالح الوطنية، ويتم تجاهل إرادة جزء من الناخبين، والحق في حمل السلاح أهم من الحق في الحياة"، قائلة إن "هذه الدولة تقوم بغزو الدول الأخرى وتعرّضها للدمار باسم الحرية، ويتم تشجيع الانقلابات وإسقاط الحكومات الشرعية.. كفى وقاحة ونفاقًا".