الخليج والعالم
حراك مغربي واسع ضدّ التطبيع مع الكيان الصهيوني
تونس – روعة قاسم
خرج المغربيون يوم أمس في وقفات احتجاجية ضد اتفاقيات التطبيع التي وقّعتها الرباط مع كيان الاحتلال، وتنديدًا بزيارات عدد من المسؤولين الصهاينة وآخرها زيارة وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس بكل ما حملته من مخاطر على الأمن القومي واستقرار المنطقة.
وشهد الشارع المغربي وقفات احتجاجية في أكثر من 37 مدينة، استجابة لدعوة "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" وعدد من الهيئات الوطنية المناضلة ضد مخطط التطبيع على غرار "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين".
الشعب المغربي عصيّ على التطبيع
وفي هذا السياق، أكد محمد الغفري منسق الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب ومقرر "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن "هذه الوقفات الاحتجاجية هي رسالة هامة أن الشعب المغربي عصيّ على التطبيع ويرفضه ويطالب بإسقاطه وتجريمه بالرغم من تطبيع النظام الرسمي".
وقال الغفري إن "الجبهة بدأت بفعاليات للتضامن مع الشعب الفلسطيني بداية من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، ووجهنا رسالة الى السفارة البريطانية طلبنا من خلالها اعتذار الحكومة البريطانية على خطئها بإعطاء أرض فلسطين الى الكيان الصهيوني".
ورأى في حديث لـ"العهد" أن "الحكومة البريطانية مسؤولة عن هذا الخطأ"، مضيفا: "كان لنا موعد أيضا مع ملتقى فروع الجبهة في أكثر من 20 فرعا في مختلف مناطق المملكة وكان الهدف من ذلك الإعداد وطنيا ليوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ونظمنا وقفات احتجاجية أمام البرلمان في العاصمة الرباط احتجاجا على زيارة وزير الحرب الصهيوني الى المغرب، وأكدنا رفضنا الزيارة والتطبيع مع الكيان الصهيوني".
ولفت الغفري إلى أن الجبهة "نظمت يوم الاثنين 36 فعالية في 36 مدينة مغربية تخلّلها وقفات احتجاجية ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني وتضامنية مع الشعب الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، موضحا أن "كل هذه الفعاليات يمرّر رسالة أساسية وهي "قد تستطيعون التطبيع مع الأنظمة لكنكم ستعجزون عن استقطاب الشعوب للتطبيع وكل هذه الوقفات هي رسالة الشعب المغربي للشعب العربي وشعوب العالم انه يرفض التطبيع"، ودعا إلى "مواصلة النضال من أجل إسقاط التطبيع وتجريمه".
الحراك الشعبي والمدني المغربي تخللته ندوة صحافية عقدتها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" دعت خلالها الشعب المغربي الى إسقاط كل اتفاقيات التطبيع الموقعة بين المغرب والعدو الصهيوني.
وقد أكد عبد القادر العلمي منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين " أن "المجموعة قررت تنظيم هذه الندوة في سياق وطني دقيق وخطير جدا، مرتبط بحالة هستيريا التطبيع الرسمي وتزايد مظاهر الاختراق الصهيوني للبلاد في الآونة الأخيرة"، مضيفا أن "الصدمة الكبرى كانت بعدما شاهدنا رأس الإرهاب الصهيوني المتمثل في غانتس يحلّ ضيفا رسميا على الدولة ويعقد الاتفاقيات واللقاءات في سابقة تشكل خطرا على أمننا القومي ووحدة الوطن واستقراره".
التطبيع خيانة لدماء الشهداء
وأصدرت المجموعة بيانا أكدت فيه أن "تسويق زيارة وزير الحرب الصهيوني وترويجها كاستفادة مغربية من تكنولوجيا الإرهاب الصهيوني بابرام اتفاقيات عسكرية، هو أمر لا يمكن قبوله ولا يمكن إلا أن يكون مدانا من الناحية المبدئية والأخلاقية وهو خارج أي اعتبار حتى من المنظور الواقعي كون الكيان الصهيوني عاجزا حتى عن حماية نفسه في مواجهة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، على محدودية إمكاناتهما، في المواجهات الأخيرة على جبهتي غزة وجنوب لبنان طوال العقدين الماضيين"، وقالت: "من لم يستطع حماية نفسه فكيف التعويل عليه في حماية غيره؟ والمثل يقول فاقد الشيء لا يعطيه!".
وتابعت المجموعة أن "استقبال وزير الحرب الصهيوني يسهم في إضفاء مشروعية على جرائمه وجرائم كيانه النكراء في حق أهلنا في القدس وفلسطين، ويحمل مستقبليه جريمة السكوت عن المسؤولية في إراقة دماء الشهداء على أرض فلسطين طيلة العقود الماضية، وخيانة دماء وأرواح الشهداء المغاربة في الجولان السوري المحتل، وعلى رأسهم شهيد الجيش المغربي العقيد عبد القادر العلام ورفاقه، وكذلك في حارة المغاربة المغتصبة قبل ذلك ودماء الطفلات المغربيات الأربعة اللواتي شتت الجنود الصهاينة أشلاءهن، تحت إمرة الإرهابي غانتس قبل شهور فقط".
وأعلنت عن حالة التعبئة الشعبية المدنية للنهوض والانخراط الوطني في حماية السيادة الوطنية وتحرير الموقف الرسمي من أجندة التطبيع، وحيَّت "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني متوجهة إلى هذا الشعب البطل والى كافة مكونات الصف الفلسطيني بآيات الفخر والاعتزاز بالانتصار التاريخي الكبير في ملحمة معركة سيف القدس التي شكلت فيها القدس والمسجد الأقصى بؤرة الانطلاق نحو إعلان مرحلة تاريخية جديدة لها ما بعدها على مستوى صياغة خط التحرير ضد كل المؤامرات والصفقات الصهيو تطبيعية الساقطة".
وجددت المجموعة تأكيدها أن "خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي الأوحد لانتزاع الحق الفلسطيني والعربي بإزالة هذا الكيان الصهيوني السرطاني التخريبي من كل المنطقة".