الخليج والعالم
إيران: التفاوض في فيينا جدّي تحت سقف ضمان مصالح شعبنا
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده جادّة في التفاوض والتوصّل الى اتفاق لضمان مصالح الشعب وإلغاء الحظر.
وفي رسالة فيديو بثّها أمس شرح خلالها أداء وزارة الخارجية وجهازها خلال المئة يوم الماضية، أي منذ تسلّمه منصبه مع بدء عمل الحكومة الحالية، قال عبداللهيان: "سنُطلق بدءا من الأسبوع الجاري مفاوضات فيينا، وكان مساعدي الدكتور باقري قد قام بمشاورات في العواصم الأوروبية وفي موسكو وبكين وخلال زياراته الى دول الجوار والمنطقة، وأجريتُ أنا شخصيًا محادثات مطوّلة مع وزراء خارجية جميع الاطراف المقابلة لنا في الاتفاق النووي".
وأضاف "وفّرنا كل التحضيرات فيما اذا عادت الأطراف الأخرى الى التزاماتها كاملة، وذلك من أجل التوصّل الى اتفاق جيّد وسريع، وقد أعلنّا مواقفنا ومطالبنا استمرارًا للمفاوضات السابقة، وشرحنا الوثيقة المرتبطة بالاتفاق النووي وكذلك قرار مجلس الامن الدولي"، وتابع "الرأي الصريح والواضح للجمهورية الاسلامية الايرانية هو أنه يجب ضمان حقوق ومصالح الشعب الإيراني وإلغاء الحظر على طاولة المفاوضات ونحن نأمل بأن نتمكّن في مفاوضات فيينا من اتخاذ خطوات أساسية وناجحة الى الأمام".
وأكد عبداللهيان أن "أيادينا لن تكون مكتوفة فأمامنا خيارات عديدة"، وأردف "سنبدأ من خيار المفاوضات في فيينا ونحن جادون في التفاوض والتوصّل الى اتفاق كما نأمل أن نرى الجدية مثلما تقول الأطراف الأخرى خاصة الغربية. لقد قلنا لهم إننا حكومة عملانية وساعية للوصول الى نتيجة ونأمل أن يحدث هذا الأمر في مفاوضات فيينا".
وحول التطورات السريعة في أفغانستان وسيطرة حركة "طالبان" على السلطة، قال عبداللهيان "لقد بذلنا جهودًا سياسية واسعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كي لا نتأثّر بالاضطرابات الأمنية وظروف عدم الاستقرار خلال الفترة الانتقالية التي شهدتها أفغانستان وأن نفكّر في الوقت ذاته باتخاذ تدابير للسيطرة على الحدود وإدارة دخول اللاجئين الأفغان الى البلاد وأن يكون هناك أيضًا طريق الحلّ السياسي للأزمة في هذا البلد".
وبيّن عبداللهيان أن "جدول أعمال وزارة الخارجية الإيرانية يتضمّن في المرحلة الجديدة تنظيم وتطوير العلاقات مع جميع دول العالم في سياق سياسة خارجية متوازنة ودبلوماسية فاعلة ونشطة وذكية، فضلًا عن التركيز على دبلوماسية الطاقة والماء والدبلوماسية العامة".
ماذا في اتصال عبداللهيان ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي؟
عبداللهيان أجرى محادثات هاتفية مع وزير الخارجية ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بشأن مفاوضات فيينا، وخلالها شدّد على ضرورة أن يكون هناك ضمان جادّ وكافٍ لعدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مرة أخرى، لافتًا الى أنه إذا كانت الأطراف الأخرى مستعدّة للعودة إلى التزاماتها كاملة ورفع العقوبات، فمن الممكن التوصّل إلى اتفاق جيد وحتى فوري.
وقال "على الرغم من عدم التزام أمريكا والدول الأوروبية الثلاث بالاتفاق النووي، فإننا سنشارك في محادثات فيينا بحسن نية وجدية، ونريد اتفاقًا جيدًا يمكن التحقّق منه، والعودة عمليًا إلى الاتفاق النووي يجب أن تعني الالتزام بكل أحكامها ومضمونه".
وتحدّث عبداللهيان عن "السلوك المتناقض للأمريكيين وتناقض أقوالهم وأفعالهم"، مشيرًا الى أن "البيت الأبيض، بالتزامن مع إعلانه استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي، فرض عقوبات على أفراد وشركات إيرانية في مرحلتين خلال الأسابيع الأخيرة، لذلك يجب أن يرى الجميع الإرادة والعمل الجاد لرفع العقوبات كليًا"، واعتبر أن "على الغرب أن يتوجه إلى فيينا بنهج جديد وبناء".
بدوره، رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل أنه "ينبغي إجراء مناقشات مكثّفة ومفصّلة في مفاوضات فيينا، خاصة حول القضايا العالقة ورفع الحظر، وهناك احتمال أن يتمكّن الجميع من العودة إلى الشكل الأصلي للاتفاق النووي".
وأعرب بوريل عن اعتقاده بأن "الطريقة الوحيدة لرفع الحظر هي إحياء الاتفاق النووي الذي من خلاله ستطمئن إيران والمجتمع الدولي إلى الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني".
وفي الختام، أمل بوريل أن تدخل جميع الأطراف مفاوضات فيينا بنهج إيجابي وعملي وبإرادة قوية لمناقشة القضايا العالقة ورفع الحظر.