الخليج والعالم
السياسة الأميركية في سوريا: ازدواجية معايير ورفض للواقع الجديد
رأى المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ"CIA" بول بيلار أن الهجوم الذي شنته طائرات مسيرة على قاعدة عسكرية أميركية في جنوب سوريا الشهر الماضي، شكل تطورا حمل معه تداعيات هامة، مؤكدا ضرورة أن تتقبل الولايات المتحدة أن الحكومة السورية انتصرت في الحرب وهي باقية على المدى المنظور.
وفي التفاصيل، تحدث بيلر في مقالة نشرها موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" "Responsible Statecraft" عن الهجوم المذكور، مشيرا إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أنه جاء ردًا على الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية وأن ما أسمته "وكلاء" تابعين لإيران نفذوا الهجوم على القاعدة الأميركية.
واعتبر بيلر أن "هذا التطور يحمل معه 4 تداعيات هامة:
- أولا: حان وقت سحب القوات الأميركية من سوريا، إذ إن الوجود العسكري الأميركي المستمر في سوريا غير قانوني ولا يخدم أي هدف أساسي وافق عليه "الكونغرس"، كما أن الحكومة السورية انتصرت في هذه الحرب بمساعدة حلفائها الروس والإيرانيين، ما يجعل القوات الأميركية في سوريا معرضة للاستهداف في أي لحظة.
-ثانيًا: على الولايات المتحدة أن تتقبل بأن الحكومة السورية باقية على المدى المنظور، ويجب على واشنطن أن تعيد النظر في مجالات المصلحة المشتركة مثل محاربة الإرهاب وتحديدًا تنظيم "داعش" الارهابي.
- ثالثًا: تمارس الولايات المتحدة ازدواجية في المعايير في سياساتها في الشرق الأوسط، إذ إن الوجود الإيراني في سوريا جاء بناء على دعوة الحكومة السورية، وهو ما لا ينطبق على الوجود العسكري الأميركي. كما أن التصعيد العسكري الأكبر يأتي من الغارات الجوية الإسرائيلية، التي بلغت وتيرتها حوالي غارتين كل أسبوع.
- رابعًا: لن تكون الولايات المتحدة بمنأى عن التداعيات، طالما استمرت في تسهيل والتغاضي عن سلوك "إسرائيل".