معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

تونس..
17/11/2021

تونس.. "اتحاد الشغل" يجدد دعوته للحوار للخروج من الأزمة الراهنة

تونس – روعة قاسم

تمرّ تونس بظرف دقيق وتاريخي في ظل التدابير الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد منذ 25 تموز/يوليو الماضي، وجمّد خلالها عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، في وقت جددت فيه العديد من المنظمات الوطنية - وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل - دعوتها لرئيس الجمهورية للبدء بتطبيق خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة بأسرع وقت ممكن. 

وقال الأمين العام المساعد المكلف بالإعلام في اتحاد الشغل سامي الطاهري في تصريحات صحفية إن "الوقت قد حان لتوضيح خارطة الطريق، ووضعها على محكّ الفعل السياسي والانطلاق في تطبيق بنودها".

خارطة طريق شاملة

وأضاف الطاهري قائلًا إن فترة الصمت والانتظار قد طالت أكثر مما يجب، وأي ساحة سياسية في العالم لا تحتمل مثل هذا الفراغ.

وتابع الطاهري أن "اتحاد الشغل، الذي وضع خارطة طريق على ذمة الجميع، ما يزال متشبثًا بضرورة أن تكون واضحة وعملية ومسقّفة زمنيًا وواضحة الأهداف أيضًا؛ فحجم الإصلاحات التي ستقدم عليها البلاد ليس بالهيّن".

واعتبر أنه "يمكن وضع برنامج عمل جديد يقوم على أساس توافقات في الحد الأدنى الوطني، وعلى أساس تقاسم المسؤولية بديلًا عن تقاسم السلطة، وعلى أساس الشراكة في البناء، لا التشارك في اقتسام الغنائم".

وشدد على أن "الاتحاد ما يزال متمسكًا بالحوار، ويراه الصيغة المُثلى للخروج من الأزمة الحالية بالبلاد، والتواصل مع رئيس الجمهورية يأتي في هذا االسياق".

وأكد أن "تهّرب الجميع من الحوار، بمن فيهم رئيس الجمهورية، منذ أشهر خلت، هو الذي ساهم في الارتدادات السياسية التي نراها الآن".

ورأى الطاهري أنه "كان يمكن لجلسات التفاوض والحوار أن تضع الأمور في نصابها، وأن تحمّل كل طرف مسؤوليته في الفشل، وأن تضع بالخصوص قواعد والتزامات أخلاقية وسياسية للشراكة بين مختلف المكونات على قاعدة المصلحة الوطنية وعدم الإقصاء".

دور محوري لاتحاد الشغل

وفي السياق، رأى المحلل السياسي ماجد البرهومي لـ" العهد" أن "اتحاد الشغل كان على الدوام صمام أمان في الساحة السياسية التونسية سواء في العهد الاستعماري أو خلال مرحلة بناء دولة الاستقلال وحتى في الوقت الحالي، وكان باستمرار الراعي الذي يطفئ النيران الملتهبة ويساهم في تجاوز الأزمات بين الفرقاء السياسيين. وهذه المرة يلعب الاتحاد الدور المنوط بعدته والمتمثل في انهاء المرحلة الإستثنائية والعودة بتونس الى مرحلة الأوضاع الطبيعية". 

وأضاف: "طبعًا يبادر الاتحاد من جديد مع رئيس الجمهورية قيس سعيد من أجل تحديد جداول زمنية لنهاية هذه المرحلة ولانطلاق المشاورات حول التعديلات الدستورية المنتظرة لتغيير شكل النظام السياسي، وأيضًا التعديلات المنتظرة للقانون الانتخابي الذي أصبح قانونًا لا يفرز تمثيلية حقيقية للشعب التونسي، وأيضًا الاتحاد يرغب في أن تتحدد آجال للانتخابات القادمة سواء التشريعية او الرئاسية". 

وتابع البرهومي: "أعتقد أن رئيس الجمهورية بصدد التفاعل إيجابيًا مع الاتحاد العام التونسي للشغل، وهذه المنظمة الوطنية النقابية العريقة المدافعة عن القضايا الوطنية وأيضًا عن القضايا العربية ونصيرة المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان أو في أي مكان في هذا الوطن العربي الكبير".

أما عن رؤيته لمآل الأوضاع في المرحلة القادمة، فقال: "أعتقد أن الأوضاع في تونس تسير نحو الاستقرار والانفراج السياسي بفضل تدخل جهات رصينة ووازنة وفاعلة في المشهد على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل الذي اذا تدخل لفضّ النزاعات فإن أغلب المنظمات الوطنية الكبرى تكون مصطفة معه على غرار الهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان واتحاد الفلاحين والاتحاد الوطني للمرأة وأغلب المنظمات الوطنية، وهو ما يخلق نوعًا من الوحدة الوطنية". 

انفراج قريب

وأعرب البرهومي عن اعتقاده أن تونس اقتصاديًا ستشهد بعض الانفراج مع هذا الموسم الفلاحي الجديد.

وأوضح أن تونس هي المصدّر الأول لزيت الزيتون الذي يدرّ أموالا طائلة تفوق أرباح الفوسفات وحتى النفط وأيضًا تصدير التمور الذي سيدر أرباحًا كبيرة وهي تحتل المراتب الأولى عالميًا في تصدير التمور. واعتبر أن الوضع الصحي استقر بفضل كثرة التلاقيح فقد وصلنا الى تلقيح عدد هام من أبناء الشعب التونسي، وهو ما يحرّك عجلة السياحة جيدًا.  

وقال: "هناك أيضًا عامل آخر وهو الفوسفات فقد عاد الإنتاج من جديد بفضل نوع من الضغط من قبل الدولة على الأطراف التي تعطّل انتاج هذه المادة". 

وأكد أن المناخ العام في البلد ينبئ بانفراج وهناك نوع من التقارب بين حكومة بودن والنقابات العمالية، وهو ما سيمكّن الحكومة من العمل براحة بال دون إضرابات واحتجاجات كثيرة في مختلف القطاعات". وشدد البرهومي على أن تحسّن المؤشرات الاقتصادية من شأنه أن يساهم في خلق حالة من الاستقرار على المستوى المجتمعي خلال المرحلة القادمة.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم