الخليج والعالم
بريطانيا تهدد بتشديد تفتيش السفن الأوروبية
هددت بريطانيا بتشديد تفتيش سفن الصيد الأوروبية في المياه البريطانية ردًا على إجراءات أعلنتها فرنسا، في أول تصعيد بين الجانبين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان له إن لندن "تعتزم إطلاق آلية لتسوية الخلافات نصّ عليها الاتفاق التجاري لما بعد بريكست، ويشمل ذلك تنفيذ تفتيش دقيق لأنشطة الصيد البحري للاتحاد الأوروبي في المياه الإقليمية للمملكة المتحدة".
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالدفاع عن مصالح بلاده في أزمة الصيد البحري مع فرنسا.
وقال المتحدث باسم جونسون إنه من المتوقع أن "يلتقي رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة العشرين التي تعقد في روما".
وتتبادل باريس ولندن الاتهامات بانتهاك الاتفاق التجاري لما بعد "بريكست"، والذي تم التوصل إليه نهاية العام الماضي، في ما يتعلق برخص الصيد في المياه البريطانية.
وقالت فرنسا خلال الأيام الماضية إنها ستفرض عقوبات على بريطانيا إذا لم تسمح لمزيد من السفن الفرنسية بالصيد في مياهها الإقليمية، واحتجزت سفينة صيد بريطانية، وهددت بتشديد التفتيش ومنع السفن البريطانية من الرسو في الموانئ الفرنسية.
استدعاء السفيرة
واستدعت لندن السفيرة الفرنسية كاثرين كولونا أمس الجمعة لإبلاغها احتجاجها على التهديدات الفرنسية.
وقال وزير البيئة البريطاني جورج يوستيس إن "هذه لعبة يمكن أن يلعبها اثنان"، مضيفا أنه "من الواضح أن الخيار متاح لدينا دوما لتصعيد الإجراءات التي نقوم بها على السفن الفرنسية واعتلاء المزيد منها إذا كان هذا هو ما يفعلونه مع سفننا".
ويعد هذا التصعيد جزءا من نزاع واسع النطاق بشأن الترتيبات التجارية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو قد يعرقل سير التجارة عبر القنال الإنجليزي ويقوض العلاقات البريطانية الفرنسية إذا خرج الأمر عن السيطرة.
ماكرون
وكان ماكرون قد قال إنّ "صدقيّة" بريطانيا على المحكّ في ما يتعلّق بالنزاعات ما بعد بريكست، بخصوص تراخيص الصيد وبروتوكول آيرلندا الشمالية.
وأكّد الرئيس الفرنسي في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" نُشرت مساء أمس، أنّه لا يوجد "استفزاز" ولا "توتّر" بشأن مسألة حقوق الصيد، ولكن "علينا احترام بعضنا بعضًا" و"احترام الكلمة التي أُعطِيت" في هذا السياق.
واعتبر ماكرون أنّ ما يحصل "اختبار لصدقيّة" رئيس الوزراء البريطاني وحكومته، قائلًا إنّه واثق من "حسن نيّة" المملكة المتّحدة.