الخليج والعالم
سفارة إيران بتونس تحيي أسبوع الوحدة الإسلامية
تونس – روعة قاسم
احتفلت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس عبر قسمها الثقافي بأسبوع الوحدة الإسلامية، فأقيمت المحاضرات الفكرية والثقافية التي جمعت ثلّة من المفكرين والباحثين التونسيين في مختلف المجالات الفكرية.
وقد نُظّمت الندوة الأولى تحت عنوان "الرسول الأكرم (ص) نبي الرحمة و السلام"، بمشاركة وحضور ثلة من القامات الفكرية والشخصيات الدينية والعلمية والثقافية التونسية، فيما نُظّمت المحاضرة الفكرية الثانية تحت شعار "دور المرأة في نشر الثقافة والسلم الاجتماعي".
قيم نورانية تجمع المسلمين
مدير القسم الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية بتونس ميثم فراهاني أكد أن "الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة هي مناسبة لذكر فضائل سيد الخلق الرسول الأعظم "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم، هذه الشخصية العظيمة التي أرسلت للعالمين"، وأضاف أن "الناس اليوم بحاجة ماسة إلى الوحدة الإسلامية وأن سيدنا "محمدًا" (ص) نبي الرحمة للناس أجمعين مسلمين وكفارًا وعجمًا وغيرهم مبرزا أن رحمة الرسول الأكرم (ص) تبرز في آداب التعامل مع الناس وسلوك درب الحق والدعوة إلى الأخوّة والتعايش السلمي ونشر السلام. إنّه صاحب رسالة إنسانية وأخلاقية رحيمة بالعباد، تقوم على أساس الموعظة والحكمة والتسامح، إذ لم يرُدّ نبي الرحمة (ص) السيئة بالسيئة وإنما قابلها بالحسنة. وهذا هو القانون القرآني الذي سار عليه الرسول (صلى الله عليه وآله) والقادة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة المخلصون للرسالة الإسلامية من بعده في إطار تعاملهم مع المسيئين إليهم".
وتابع "أستشهد بما دعا إليه سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله العالي بقوله إنّ الاتحاد بين الشعوب الإسلامية لا يُلغي الاختلاف الموجود ولا الفروق الموجودة في الآداب والتقاليد المتبعة في المجتمعات الإسلامية، كما إنّه لا يلغي الاختلافات الموجودة في الاجتهادات الفقهية، ومعنى أن تتحد الشعوب المسلمة هو أن تتخذ موقفًا موحدًا فيما يخصّ مجريات ومسائل العالم الإسلامي، وأن تتعاون فيما بينها، ولا تهدر ثرواتها في فتن وصراعات داخلية، ومن هذا المنطلق تبرُز شخصية الرسول الأعظم المحور الأساس للوحدة وللسلام الإسلامي".
وأردف "إضافة إلى ذلك فقد دعا إلى الوحدة الإسلامية وإلى التسامح لأن الإسلام هو دين التسامح، دين يجمع الناس، وليس دين التخريب والفساد كما يفعل البعض تحت مُسمى الإسلام، ليس دين تطاحن وتفرقة وتفكيك وتخريب وتعصّب وكراهية".
في السياق ذاته، شدد الدكتور والكاتب والمفكر مازن الشريف رئيس اتحاد المغرب العربي للتصوّف على أهمية الاحتفال بذكرى سيد الخلق الرسول الأكرم محمد (ص) الذي بُعث رحمة للعالمين.
وأكد ضمن كلمته أن مثل هذه الفعاليات تُعدّ خطوات مباركة نحو الوحدة الإسلامية، وأضاف قائلا: "وقد لمسنا أهمية هذه المناسبة لدى السيد الإمام الخميني رحمه الله والسيد الإمام الخامنئي حفظه الله، فالأمة الإسلامية تجتمع تحت النور المحمدي، وإن إيران قد دأبت على إحياء هذه المناسبات العظمى بكل ثبات وقدمت من شهدائها الكثير على غرار الشهيد " قاسم سليماني" رحمه الله كما هو الشأن بالنسبة إلى العراق " الشهيد أبو مهدي المهندس".
من جهته، أشاد الدكتور "بدري المداني" بأهمية هذه الفعاليات التي يشرف على تنظيمها القسم الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس، لافتًا الى أن الرسول الأكرم محمدًا (ص) هو الدرة الرحمانية وأصل شجرة الأكوان، له فيض وجودي مثالي ونبراس الوجود.
كما أشار إلى أنه إضافة إلى قواعد الدين وفرائضه الخمسة، توجد فريضة سادسة هي فريضة "الجهاد" والتي تعني الجهاد ضد الفتنة وضد التفرقة لقوله تعالى: "اعتصموا" أي اتحدوا في سبيل الله وتجاوزوا الحدود الجغرافية والمذهبية لتحققوا الاتحاد المعرفي السامي.
الوحدة الاسلامية ضرورة وأولوية
في السياق عينه، أكدت الأستاذة والباحثة في الحضارة والفلسفة الإسلامية "ذهبية الفاهم" أن الوحدة الإسلامية ضرورية لتجاوز كل التحدّيات، وأن الإسلام قائم على الرحمة وعلى احترام حقوق الإنسان والإعلاء من قيم المعرفة المحمدية"، مضيفة أن الحديث عن فضائل رسول الله (ص) مرتبطة أساسا بالإيمان والاهتداء والاقتداء والحوار والصراط المستقيم.
وتابعت: "نعيش واقعا فيه الكثير من الفتن، فالأمة الإسلامية لم ترتق ولم تتمكن من إرساء قيم الوحدة الإسلامية، إذ نحن بحاجة ماسة إلى الحوار وإلى الاعتراف بالآخر وإلى تخطي الأزمات في ظل تمادي السياسات العالمية التي تستهدف عقولنا ورموز أمتنا ضمن ما يسمى بـ"الحرب الناعمة".
بالموازاة، أكد المشاركون أن إيران هي الجمهورية الوحيدة التي تسهر وتُنادي بالوحدة في ظل صمت البلدان الأخرى، واعتبروا أن الساحة الثقافية اليوم تكتفي ببقايا الوحدة الروحية التي هي نفسها مهددة بالاختراق من قبل جهات غربية تسعى بكل الآليات والوسائل لتزييف الحقائق وتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم، على غرار دونالد ترامب وقبله جورج بوش، إلّا أن عظماء العالم في الغرب يشهدون بقيمة الرسول الأكرم (ص) لأنهم أصحاب فكر متحرّر.