الخليج والعالم
أي دور للاتحاد العام التونسي للشغل في إطلاق الحوار الاجتماعي في تونس؟
تونس – روعة قاسم
فتح اللقاء الأول بين رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن مع رئيس الاتحاد العام للشغل نور الدين الطبوبي آفاقًا عديدة تتناول مآل الحوار الاجتماعي الذي دعا اليه العديد من الفعاليات والهيئات الوطنية التونسية لإخراج البلاد من محنتها. ولئن كان العنوان الأبرز للقاء هو الأزمة الاقتصادية وسبل معالجتها، الا أن هذه المصافحة الأولى من شأنها أن تعيد نوعًا من الهدوء والاستقرار الى المشهد السياسي خاصة بعد التأزم الذي ساد العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل - وهو أكبر هيئة نقابية في البلاد - وبين رئيس الجمهورية قيس سعيد بسبب التأخر في اطلاق الحوار الوطني الذي دعا اليه الاتحاد.
ويُجمع المتابعون للمشهد السياسي في تونس على أنه لا يمكن الاتيان بأي حل لحالة الاستعصاء التي تعيشها البلاد دون اشراك الاتحاد العام التونسي للشغل، نظرا للأدوار الهامة التاريخية التي قام بها في خضم التحولات الهامة التي طرأت على البلاد.
ويبدو جليا أن رئيسة الحكومة تعوّل على هذا الدور التاريخي والهام للاتحاد من أجل إنقاذ البلاد من الوضع الصعب على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
وقد صرح الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي لصحيفة محلية عقب لقائه رئيسة الحكومة نجلاء بودن بأنّه "لمس لديها رغبة في البحث عن حلول، وفي السعي للنجاح ومعالجة القضايا، خاصة على مستوى الديناميكية الاقتصادية والاستثمار من أجل التشغيل والتنمية".
ونقلت مصادر صحفية عن طبوبي قوله إنه تم الاتفاق على الاجتماع بين المكتب التنفيذي الوطني (للاتحاد) والحكومة، يحدد موعده لاحقًا، لضبط العلاقة وتحديد طريقة العمل مع مختلف الوزارات. ولا يختلف اثنان على أن أهم تحدّ اليوم يواجهه التونسيون هو الأزمة الاقتصادية الصعبة وسط مخاوف من السيناريوهات الأسوأ. هذا الوضع الصعب جعل الحكومة التونسية تتأخر في صرف رواتب شريحة من الموظفين العموميين بسبب العجز في موازنة الدولة، وذلك رغم أن البيانات الصادرة عن وزارة المالية التونسية تؤكد تقلص العجز في الموازنة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي في نهاية آب/أغسطس الماضي بنسبة 38 بالمئة أي من (1.75 مليار دولار إلى 3 مليارات دينار حوالي مليار دولار).
يشار الى أن تونس كانت قد حصلت على 741 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، ومن 650 مليار دولار حقوق سحب خاصة، تم تخصيص معظم المبلغ لتمويل الأجور عن الأشهر الماضية، عوضًا عن الاستثمار في التنمية وهذا ما يعمق الأزمة أكثر.
اغلاق قناة "نسمة"
وفي خضم التحولات التي تعيشها البلاد، أعلنت الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري اغلاق قناة "نسمة" التلفزيونية التي يملكها المرشح السابق للانتخابات الرئاسية نبيل القروي الذي تم توقيفه في الجزائر منذ شهرين.
وقالت الهيئة في بيان إنه "تم حجز التجهيزات الضرورية لبث قناة نسمة غير القانونية وذلك لممارستها نشاطات بث دون إجازة".
وأوضحت أن القناة ماطلت في تسوية وضعيتها القانونية منذ سنة 2014 رغم مساعي الهيئة في هذا السياق من خلال المراسلات والاجتماعات المتعددة، فضلًا عن "تضمن ملف القناة شبهات فساد مالي وإداري إضافة إلى عدم استقلاليتها باعتبار أن المشرف عليها قيادي في حزب قلب تونس".
يشار الى أنه بعد إعلان الرئيس التونسي عن التدابير الاستثنائية، تحدثت وسائل إعلام محلية عن "هروب" القروي مالك قناة نسمة إلى الجزائر.