الخليج والعالم
الوجود العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى.. لا بيئة دولية حاضنة
توقّف الدبلوماسي الهندي السابق "M.K Bhadrakumar" عند تأكيد روسيا رفضها القاطع لأي وجود عسكري أميركي في منطقة آسيا الوسطى بأيّ شكل من الأشكال، كما جاء على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الذي صرح لوكالة "تاس" الروسية بأنه جرى بحث ملف أفغانستان خلال الزيارة التي قامت بها وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند إلى موسكو.
وفي مقالة نُشرت على موقع "Asia Times"، قال الكاتب إن ريابكوف كذّب الحملة الإعلامية الأميركية التي تحدثت عن عرض قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره الأميركي جو بايدن حول استفادة البنتاغون من القواعد الروسية في آسيا الوسطى كنقطة انطلاق من اجل تنفيذ العمليات العسكرية في أفغانستان، معتبرًا أن واشنطن كانت تحاول على ما يبدو تضليل دول آسيا الوسطى فيما يخص الموقف الروسي حيال الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
كما تحدث الكاتب عن إجماع إقليمي ناشئ حيال الوضع في أفغانستان، مشيرًا إلى إعلان إيران أنها ستستضيف قريبًا الاجتماع الثاني على مستوى وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن طهران تسعى إلى توسيع عدد المشاركين في هذه الاجتماعات لتشمل روسيا أيضًا.
وأوضح أن هذه الاجتماعات ستجمع كلًّا من إيران وباكستان وتركمنستان وأوزباكستان وطاجيكستان والصين وروسيا (دون أن تشمل الهند).
وأشار الكاتب إلى أن تصريحات ريابكوف تأتي بعد لقاء جرى في العاصمة القطرية الدوحة بين مسؤولين في حركة "طالبان" ووفد أميركي بقيادة نائب مدير "الـCIA"، اذ أعربت "طالبان" عن رفضها القاطع لأيّ شكل من أشكال العمليات العسكرية الأميركية على الأراضي الأفغانية تحت أي ذريعة كانت.
كما لفت الكاتب إلى أن باكستان هي الأخرى رفضت بشكل قاطع تسهيل العمليات العسكرية الأميركية لتنفيذ العمليات العسكرية في أفغانستان، مستبعدًا أن تقوم الهند "باستفزاز" "طالبان" من خلال السماح للأميركيين بتنفيذ العمليات العسكرية في أفغانستان انطلاقًا من أراضيها.
وقال الكاتب إن خطة البنتاغون لتنفيذ العمليات في أفغانستان "عبر الأفق" (أي من أراض قريبة) تبدو أشبه بالحلم، وقال إن واشنطن قد تضطر إلى استخدام القواعد الأميركية الموجودة في غرب آسيا، مشككًا بفاعلية العمليات العسكرية التي تنطلق من مثل هذه المسافات.
هذا واعتبر الكاتب أن تصريحات ريابكوف تعكس الهواجس الروسية الكبيرة حيال أيّ وجود عسكري أو استخباراتي أميركي داخل وفي محيط منطقة آسيا الوسطى، وقال إن على روسيا توخي الحذر الشديد نظرًا إلى "علاقات الولايات المتحدة السرية مع تنظيم "داعش" الارهابي وتاريخها في استخدام الجماعات الإرهابية كأدوات جيوسياسية".
وتابع الكاتب أن دول آسيا الوسطى واعية كذلك للاستراتيجية الأميركية الهادفة إلى تحريض "الثورات الملونة" من أجل تغيير الأنظمة في الجمهوريات السوفييتية السابقة، مضيفًا أن وسائل إعلام تموّلها الحكومة الأميركية تشن حربًا إعلامية متواصلة من أجل تشويه سمعة القيادات في آسيا الوسطى.
كذلك تحدث الكاتب عن فجوة داخل المجتمع الدولي حول المسار المستقبلي حيال أفغانستان، وقال إن الدول الإقليمية ترفض الانصياع للسياسة الأميركية في هذا الموضوع.
وأشار في هذا السياق إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ لم يحضرا اجتماع قادة الدول العشرين الذي جرى في إيطاليا من أجل بحث ملف أفغانستان.