الخليج والعالم
هل ستعيد الاصطفافات الإقليمية الجديدة الاستقرار إلى المنطقة؟
شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات هامة بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، إذ برزت في الآونة الأخيرة مساعٍ لإقامة علاقات شراكة جديدة يمكن أن تساهم في تهدئة الوضع.
وفي هذا السياق، رأى الكاتب الأميركي ديفيد اغناطيوس في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن "دول المنطقة تحاول حل مشاكلها فيما بينها من خلال العلاقات الاقتصادية، بدلاً من اللجوء والاستنجاد بالقوة العسكرية الأميركية"، محذرًا من ""خطر "لجوء بعض هذه الدول إلى الصين كشريك أمني جديد يحل مكان واشنطن".
وتابع الكاتب أن "من أبرز المبادرات الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة، المحادثات بين إيران من جهة وكل من السعودية والإمارات من جهة أخرى، بالإضافة إلى التقارب الجاري بين الإمارات من جهة وكل من تركيا وقطر من جهة أخرى"، مشيرا إلى أن "كل هذه المبادرات تتضمن أجندة تجارية واقتصادية"، وقال إن "واشنطن لا تتحكم بهده المبادرات على الرغم من أنها "شجعت على خفض النزاع"".
الكاتب ذكر أن "النبرة الجديدة كانت واضحة خلال الجولة الإقليمية التي أجراها مستشار الامن القومي الأميركي جايك سوليفان، التي شملت كلًّا من الامارات والسعودية ومصر"، ونقل عن مصادر قولها إن "المسؤولين في هذه الدول الثلاث أعربوا عن إحباطهم حيال السياسة الأميركية المتبعة".
وحول الملف اليمني، قال الكاتب إن "المسؤولين الاميركيين يأملون في أن تساهم قمة دول العشرين التي ستنعقد في وقت لاحق من هذا الشهر والتي ستحضرها الرياض، بإنهاء الحرب في اليمن".
واعتبر الكاتب أن "السعوديين أدركوا أن الولايات المتحدة لن تطيح الحكم في إيران وأن "الاستثمار المتبادل وإعادة إقامة العلاقات مع طهران سيعززان الاستقرار"، مضيفًا أن "هناك معلومات تفيد ان إيران مستعدة لإعادة فتح سفارتها في الرياض على الفور""، على حد قوله.
وفيما قال الكاتب إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيبقى "نقطة التوتر" في العلاقات الأميركية السعودية"، كشف عن أن "سوليفان جدد التحذيرات الأميركية حول ضرورة أن يتحمل ابن سلمان مسؤولية قتل الصحفي جمال خاشقجي".
وأكد اغناطيوس أن "ابن سلمان جدد نفيه اي تورط شخصي في جريمة قتل خاشقجي، لكنه أبلغ زائره عن خطوات تتخذ من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذه الاحداث".
وأضاف أن "ابن سلمان اشتكى لسوليفان عدم تقدير ما قام به على صعيد "تحديث" السعودية و"حقوق المرأة""، لافتا إلى أن "المسؤولين الاميركيين ردوا أن هناك مطلبًا ديمقراطيًا وجمهوريًا في الكونغرس بضرورة القيام بالمزيد في ملف حقوق الانسان".
ورجح الكاتب أن توسع السعودية بالتالي خياراتها وان تعزز علاقاتها مع كل من الصين وروسيا دون ان تقطع علاقاتها مع واشنطن.
وكشف الكاتب أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زيد طرح امام سوليفان إبرام اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة تحظى بتأييد الكونغرس، مشيرًا إلى أن "المسؤولين الاميركيين ينظرون في هذا الطرح".
وقال إن "الامارات لديها علاقات "ناشئة" مع الصين"، لافتا إلى "تقارير إعلامية أفادت بأن بكين كانت قد طرحت تحويل احد المرافئ في الإمارات إلى نقطة أساسية في مبادرة "حزام واحد طريق واحد".
وختم الكاتب قائلا إن "الدبلوماسي الاماراتي المعروف أنور قرقاش أعرب الأسبوع الماضي عن قلق بلاده حيال اندلاع حرب باردة بين الولايات المتحدة والصين"، معتبرا أن "اختيار الوقوف مع أي من الطرفين يثير المشاكل بالنسبة لأبو ظبي".