الخليج والعالم
العراق ينتفض بوجه محاولات التطبيع
شهدت مدينة أربيل في كردستان العراق مؤتمرًا تحت عنوان "مؤتمر السلام والاسترداد" تضمّن دعوةً صريحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
بحسب شبكة "صابرين نيوز"، مؤتمر التطبيع الذي أُقيم في أربيل شاركت فيه منظمات عراقية ممولة من بعثة الامم المتحدة وأكثر من 60 إعلاميًا ومدوّنًا مع بعض الشخصيات السياسية والعشائرية.
وسريعًا توالت ردود الفعل المستنكرة لما احتواه المؤتمر. وزارة الداخلية في حكومة كردستان العراق نفت مشاركتها فيه، مؤكدة أنه عُقد دون علمها وموافقتها، مؤكدة أنه "لا يعبّر بأيّ شكل من الأشكال عن موقف الحكومة"، مشيرة الى أنه سيتمّ اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة كيفية انعقاد هذا الاجتماع.
الرئاسة العراقية قالت في بيان لها "في الوقت الذي نؤكد فيه موقفنا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني، فإننا نجدد رفضنا القاطع لمسألة التطبيع مع "اسرائيل"، وندعو الى احترام إرادة العراقيين وقرارهم الوطني المستقل".
وشدّدت على أن "الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم لا يمثّل أهالي وسكان المدن العراقية، بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط، فضلاً عن كونه محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الاهلي"، ودعت الى الابتعاد عن الترويج لمفاهيم مرفوضة وطنياً وقانونياً، وتمس مشاعر العراقيين، في الوقت الذي يجب أن نستعد فيه لاجراء انتخابات نزيهة وشفافة تدعم المسار الوطني في العراق وتعيد لجميع العراقيين حياة حرة كريمة.
كذلك أعلنت الحكومة العراقية عن رفضها "القاطع" للاجتماعات "غير القانونية"، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة اربيل باقليم كوردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع "اسرائيل".
وقال المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان له "تؤكد الحكومة ابتداءً أن هذه الاجتماعات لا تمثّل أهالي وسكان المدن العراقية العزيزة، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وأنها تمثل مواقف من شارك بها فقط، فضلًا عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام واحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة، انسجاماً مع تطلعات شعبنا وتكريساً للمسار الوطني الذي حرصت الحكومة على تبنيه والمسير فيه".
من جهته، شدّد الناطق العسكري باسم كتائب حزب الله العراق جعفر الحسيني عبر حسابه على "تويتر" قائلًا "العراق لن يطبّع حتى آخر رمق مقاوم".
بدوره، اعتبر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أن العراق عصيٌّ على التطبيع، مطالبًا الحكومة بتجريم مثل هذه الخطوات، وإلّا "سيقع على عاتقنا ما يجب فعله".
واستنكر تحالف "عزم" ما اعتبره أصوات نشازٍ تطالب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني مؤكدًا أن العراق كان ولا زال رأس حربة أمام تطلعات الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.
وشجب رئيس كتلة النهج الوطني عمار طعمة في بيانٍ له المحاولات الرامية لتهيئة أجواء التطبيع مع الكيان الصهيوني في العراق مطالبًا بمقاضاة الاصوات المجاهرة به كي لا يتجرأ أحد على المطالبة بالتطبيع.
على صعيد العشائر العراقية، أبدى عضو مجلس عشائر نينوى أحمد الحديدي اليوم رفضه لما يسمى بمؤتمر التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي عقد في أربيل، معتبرًا أن عشائر نينوى أكبر من أن تحضر مؤتمر للتطبيع مع كيان غاصب، وأن الأشخاص الذين حضروا لا يمثّلون إلّا أنفسهم ولا يمثلون عشائرهم ومحافظاتهم ومشيرًا إلى أن عشائر المنطقة ستصدر بيانًا لإدانة المؤتمر.
وطالبت عشائر الديالى بنزع الجنسية العراقية عن المشاركين في المؤتمر وفقًا لما قاله سامي التميمي أحد الشخصيات العشائرية في المنطقة مؤكدًا أن التطبيع مع العدو الصهيوني يستدعي موقفًا حازمًا من الحكومة العراقية.