الخليج والعالم
ماذا في أبعاد قمة الأسد بوتين؟
دمشق - علي حسن
ما هي دلالات زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لموسكو، حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هذا التوقيت وما الهدف منها؟ الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة تحدث لموقع "العهد" الإخباري بإسهاب عن أهداف هذه الزيارة، فقال إنّها "تعميقٌ للتحالفات القائمة بين البلدين والتشبيك العسكري الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي، وفتح آفاق جديدة لهذه المناحي إضافة إلى استحقاقات سياسية هامة، فنتحدث اليوم عن إغلاق شبه كامل لجبهة الجنوب السوري بعد تطهير درعا البلد ويفترض أن يكون هناك حراك لتحرير مناطق الشمال إذ ما يزال جيب من جيوب خط الـ M4 بقبضة الإرهابيين ويجب أن ينتهي هذا الموضوع وأن تنطلق عملية التحرير تجاه المناطق التي ما يزال الإرهابيون فيها تحت حماية الاحتلال التركي ما لم تلتزم أنقرة بتعهداتها السابقة"، وتابع: "يضاف أيضًا إلى جانب هذه الاستحقاقات موضوع اللجنة الدستورية، وكانت المعلومات قد أشارت إلى طلب الدولة الروسية من سوريا استقبال المبعوث الأممي غير بيدرسون مجددًا على أن لديه جديدًا يطرحه في إطار عمل اللجنة الدستورية".
القمة بحثت استكمال تحرير الاراضي السورية التي ما زالت تخضع لسيطرة التنظيمات الارهابية، وقبل فترة وجيزة صرح سيرغي لافروف بأن الضامن التركي لم يفصل المعارضة المسماة بالمعتدلة عن الارهابيين.
وهنا أشار الدنورة إلى أنّ "ليس من السهل التكهن بما يمكن أن يقوم به إردوغان تجاه الملف السوري، ولكن هناك عامل يمكن أن يقرأ في الاتجاه السلبي والإيجابي على حد سواء وهو أنه بات من الواضح أن هناك ترتيبًا إقليميًا ودوليًا لقصقصة أجنحة مشروع الربيع العربي وإنهاء مفاعيله على المستوى الإقليمي، وهناك بتر للأذرع الإخوانية على مستوى تونس والمغرب وهناك أيضًا موقف فيما يتعلق بالتصدي للتركي ولربما تجمع غالبية الدول العربية على مشرب واحد وهو رفض التمدد التركي في المنطقة، وما قيل عن شروط مصرية بانسحاب تركيا من الساحة السورية إن كانت قوات تركية أو فك الارتباط مع الجماعات الإرهابية ومن ناحية أخرى يبدو من الواضح أن هناك ديناميكية جديدة لدى الإدارة الأمريكية تقوم على إنهاء الساحات المفتوحة وهذا لربما يكون عاملًا ضاغطًا على التركي كما أن إردوغان لديه ضغوط كبيرة داخليًا وتراجعًا لا يستهان بهت في شعبية حزبه وشعبيته شخصيًا بما يعتبر كفيلاً بإسقاط رئاسته أو انتخاب غيره فيما لو حدثت انتخابات، كما أنّ ملف اللاجئين السوريين يعتبر ضاغطًا أيضاً عليه، وبالتالي إنّ الضغوطات كبيرة لإنهاء انخراطه في الساحات الخارجية وخاصة الساحة السورية".
ولفت إلى أنّ "هناك من يقرأ أنّ بقاء هذه الساحة الوحيدة التي يمكن لتركيا أن تجد فيها منفرجًا لاستمرار مشروعها التوسعي قد يجعل الأتراك أكثر تعنتًا في الانسحاب من سوريا ولكن غالبًا سيكون هناك ضغوط متصاعدة روسية وأمريكية وتوحد عربي تعزل السياسة التركية وهذه العزلة تترجم إلى انسحاب من الساحة السورية ولكن في حال رفضت أنقرة ذلك فإن العمل العسكري هو الخيار الوحيد لسوريا وحضور وزير الدفاع الروسي للقمة ما بين الرئيسين يوحي بأن الورقة العسكرية موضوعة على الطاولة ورسالة واضحة للأتراك".
الدنورة خلص في حديثه لـ"العهد" الى أنّ "مساعي الطرف الروسي لتخفيف حدة الحصار واضحة لإيجاد طرق تفاهم مع الإدارة الأمريكية والأخيرة من مصلحتها إيجاد تفاهمات في المنطقة تسهل عملية خروجها بطريقة لا تتضرر فيها مصالحها".