الخليج والعالم
قمة بوتين - الأسد في الكرملين: لاستكمال المسار السياسي في سوريا
استضافت العاصمة الروسية موسكو قمة سورية روسية بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، تباحث خلالها الرجلان في ملفات التعاون الثنائي القائم بين البلدين، والإجراءات المتخذة لتوسيعه وتطويره تحقيقاً للمصالح المشتركة.
القمة بدأت باجتماع ثنائي مطول بين الرئيسين، انضم إليها لاحقًا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وبحثت التعاون المشترك بين جيشي البلدين في عملية مكافحة الإرهاب، واستكمال تحرير الأراضي التي ما زالت تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية.
وتم التباحث بشأن الخطوات المتخذة على المسار السياسي، حيث أكد الجانبان أهمية استكمال العمل على هذا المسار من أجل التوصل إلى توافقات بين الأطراف السورية ودون أي تدخل خارجي.
كما تطرقت المباحثات إلى مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وناقش الرئيسان الأسد وبوتين آخر مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
بوتين: مشكلة سوريا الأساسية هي الوجود غير الشرعي لقوات أجنبية على أراضيها
الرئيس الروسي هنّأ نظيره السوري بالنتائج الجيدة للانتخابات الرئاسية، وقال إن هذه النتائج "تؤكد أن السوريين يثقون بك، وعلى الرغم من كل الصعوبات والمآسي التي شهدتها السنوات السابقة، فإنهم يعولون عليك في عملية العودة إلى الحياة الطبيعية.
وقال بوتين "بجهودنا المشتركة وجهنا ضربة للإرهابيين، فالجيش السوري يسيطر على أكثر من 90٪ من أراضي البلاد"، مضيفا "للأسف، لا تزال هناك جيوب مقاومة للإرهابيين الذين لا يسيطرون فقط على جزء من الأراضي، بل ويواصلون ترهيب المدنيين أيضا".
وتابع "مع ذلك، فإن النازحين يعودون بنشاط إلى المناطق المحررة. لقد رأيت بأم عيني، عندما كنت في ضيافتكم (في سوريا)، كيف يعملون بدأب على ترميم منازلهم، ويبذلون قصارى جهدهم للعودة إلى الحياة السلمية بالمعنى الكامل للكلمة".
وأضاف بوتين "المشكلة الرئيسية، في رأيي، تكمن في أن القوات الأجنبية موجودة في مناطق معينة من البلاد دون قرار من الأمم المتحدة ودون إذن منكم، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي ويمنعكم من بذل أقصى الجهود لتعزيز وحدة البلاد ومن أجل المضي قدما في طريق إعادة إعمارها بوتيرة كان من الممكن تحقيقها لو كانت أراضي البلاد بأكملها تحت سيطرة الحكومة الشرعية".
ولفت إلى أن التبادل التجاري بين روسيا وسوريا ازداد بمقدار 3.5 مرة في النصف الأول من العام الجاري، كما أنه تم تسليم أولى شحنات لقاحات "سبوتنيك V" و"سبوتنيك لايت" لسوريا.
الأسد: الجيشان السوري والروسي حققا إنجازات كبيرة
من جهته، أشار الرئيس الأسد إلى أن لبعض الدول تأثيرا مدمرا على سير العملية السياسية في سوريا، وشكر موسكو على دورها البناء.
وقال الأسد: "شكرا لكم سيادة الرئيس، أنا سعيد أن نلتقي اليوم في موسكو، وقد مضى على العملية المشتركة لمكافحة الإرهاب حوالي 6 سنوات، حقق خلالها الجيشان العربي السوري والروسي، إنجازات كبيرة، ليس فقط من خلال تحرير الأراضي أو من خلال إعادة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم، وإنما أيضا من خلال حماية مواطنين أبرياء كثر في هذا العالم، لأن الإرهاب لا يعرف حدودا سياسية، ولا يقبل بالحدود السياسية".
وتابع الأسد مخاطبا بوتين: "طبعا بالإضافة إلى النتائج الهامة في تحرير الأراضي وتراجع الإرهابيين كان إطلاق العملية السياسية سواء في سوتشي، أو في أستانة، أو في جنيف مؤخرا، وقد مضى على هذه العملية حوالي السنتين تقريبا، ولكن كما تعلمون هناك عوائق لأن هناك دولا تدعم الإرهابيين، وليس لها مصلحة في أن تستمر هذه العملية بالاتجاه الذي يحقق الاستقرار في سوريا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024