الخليج والعالم
الأسد لوفد لبناني برئاسة أرسلان: العلاقات بين البلدين ينبغي ألا تتأثر بالمتغيرات والظروف
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأحد، وفداً لبنانياً برئاسة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، وضمّ رجال دين ووجهاء من طائفة الموحدين الدروز وشخصيات سياسية وحزبية وفعاليات اقتصادية واجتماعية لبنانية.
الرئيس الأسد اعتبر خلال اللقاء أن أعضاء الوفد والقيادات التي يضمها يمثلون وجه لبنان الحقيقي ويعبّرون عن غالبية اللبنانيين الذين يؤمنون بضرورة وأهمية العلاقة مع سوريا وكانوا أوفياء لها ووقفوا معها خلال سنوات الحرب، وأن العلاقات بين البلدين ينبغي ألا تتأثر بالمتغيرات والظروف بل يجب العمل على تمتينها مؤكداً أن سوريا ستبقى مع الشعب اللبناني وتدعمه على مختلف الأصعدة.
وخلال اللقاء، أكّد الرئيس السوري على أهمية "وحدة الطائفة العربية الدرزية بكلّ مكوّناتها"، مشيداً "بموقفها التاريخي والحالي"، ومؤكّداً على "العلاقة اللبنانية السورية وضرورة انتقالها ممّا كانت عليه إلى علاقة مؤسّسات وعلاقة مصالح مشتركة".
كما أشار إلى أنّ "سوريا ستسهّل كلّ ما يخدم الأشقاء اللبنانيين"، مقترحاً فكرة "إقامة مشاريع إنتاجية مشتركة على صعيد الطاقة البديلة"، ومبدياً "استعداد بلاده لوضع بعض أراضيها الشاسعة في خدمة مشاريع مشتركة ومشاريع إنتاجية".
وأشار الأسد إلى أن القيادات التي تمتلك الرؤية الصحيحة والواضحة هي التي تستطيع عبر العلاقة المتبادلة مع الناس أن توصلهم إلى الهدف الصحيح والاستقرار وإلى الحماية من المطبات التي تواجههم بأوقات مختلفة، في ظل ما تتعرض له المنطقة من محاولات تفكيك للبنى الاجتماعية والوطنية مؤكداً أن المعركة التي يجب أن تخوضها القيادات هي معركة حماية العقول مما يستهدفها وهو إلغاء الهويات والتخلي عنها.
بدوره أكد أرسلان في كلمته أن سوريا أعطت للعالم أجمع درساً في عدم الخضوعِ أمام الاستكبار الاستعماري العالمي وعدوانيته، وأن معاناة اللبنانيين والسوريين هي من صنع الاستعمار الجديد والذي يحاول أن يستبيح حقوق الشعوب وكرامات الأمم مشدداً على أن كل من يعادي سوريا يعادي لبنان والعروبة الحضارية كلها، وأن ما من وطني يقبل بالقطيعة بين لبنان وسوريا، لأنها تشكل طعناً للبنان في الصميم، وتآمراً على سوريا.
شيخ عقل الموحدين، نصر الدين الغريب، أوضح أن الوفد جاء إلى سوريا لتهنئتها قيادة وشعباً بما تحققه من انتصارات على الإرهاب رغم الدعم الكبير المقدم للجماعات الإرهابية، وأشار إلى أن سوريا لم تخضع يوماً للإرهاب ولا للاحتلال وأن لا أحد استطاع كسر الإرادة القوية للشعب السوري، مؤكداً أن طائفة الموحدين الدروز ستبقى وفية لسوريا وشعبها.
رئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب، أشار إلى أهمية دور سوريا ومكانتها في المنطقة، معتبراً أن العرب لن يجدوا مكاناً لهم بين القوى الإقليمية إلا من خلال العودة إلى سوريا.
وعبّر أعضاء الوفد عن الوفاء والشكر لسوريا قيادة وشعباً لأنها وقفت إلى جانب لبنان في أحلك الظروف، مشيرين إلى أن العلاقة مع دمشق هي علاقة وجودية تاريخية وجغرافية لن يتمكن البعض من أصحاب الرهانات الخارجية الخاسرة أن يشوهوا تاريخها، مشيدين بصمود الجيش والشعب في سوريا في وجه المؤامرات والمشاريع التي كانت تهدف إلى إثارة الحروب في المنطقة.