الخليج والعالم
العلاقات الخارجية لإيران.. محور لقاءات السيد رئيسي الأولى
سلسلة لقاءات عقدها الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي جمعته مع مسؤولين أجانب ووفود من الخارج بحث خلالها نهج السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية وأولويات الحكومة الثالثة عشرة، مشدّدًا على أهمية توسيع العلاقات مع العالم في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية.
اليمن
أبرز اللقاءات كانت مع رئيس الوفد اليمني المفاوض - المبعوث الخاص لحكومة "الإنقاذ الوطني" محمد عبد الله السلام وسفير بلاده في طهران إبراهيم الديلمي، وأمامهما أكد السيد رئيسي أنه لا يحق لأحد من خارج اليمن أن يقرر مصير هذا البلد، وقال "لقد اتضح للعالم أجمع اليوم، بمن فيهم المعتدون، من هو المنتصر الحقيقي في هذه الميدان"، مشيدًا بصمود ومقاومة الشعب والمجاهدين في اليمن بوجه القوى الاستكبارية والمتغطرسين.
ورأى السيد رئيسي أن اليمن أصبح اليوم أسوة لمقاومة الاستكبار العالمي ومفخرة للعالمين الاسلامي والعربي، مضيفًا أن المقاومة الملحمية والصمود الذي جسده الشعب اليمني بشبابه البواسل من أجل الدفاع عن عزته واستقلاله في مواجه الاستكبار وأذنابه أذهل العالم، واصفًا هذا الانتصار بأنه لا يتعلّق باليمنيين فحسب وإنما أحرار العالم جميعًا.
من جهته، أكد المبعوث اليمني أن بلاده قطعت أشواطًا كبيرة في مسار التنمية والازدهار، وهي في خندق واحد مع ايران لمواجهة الاستكبار، مشيرًا الى أن الشعب اليمني اختار نهج المقاومة، وسيواصل المضي بهذا الاتجاه اكثر قوة من أي وقت مضى.
مصادر الوفد اليمني قالت لقناة المسيرة إن اللقاء مع الرئيس الإيراني كان هامًا وناقش آفاقًا واسعة لاستعراض تطورات المنطقة.
فنزويلا
السيد رئيسي استقبل أيضًا نائب الرئيس الفنزويلي ریكاردو منندز بیریتو في طهران، حيث لفت الى أن لطهران وكراكاس مصالح مشتركة وأعداء مشتركين، مؤكدًا أن الدول المستقلة قادرة على التغلّب على الحظر والضغوط الاميركية الظالمة.
وتحدّث عن ضرورة تعزيز وترسيخ العلاقات بين إيران ودول اميركا اللاتينية، قائلًا "لا شكّ أن الدول المستقلة والداعية للحرية يمكنها عبر رفع مستوى العلاقات والتعاون بينها التغلب على الحظر والضغوط الاميركية الظالمة.
ووصف العلاقات بين طهران وكاراكاس بـ"الودية والعميقة"، وأضاف أن "لإيران وفنزويلا مصالح مشتركة وأعداء مشتركين وقد أثبتنا على الدوام أننا قادرون عبر الصمود والحكمة على إحباط المؤامرات الاميركية والامبريالية، وأن اميركا على النقيض من مزاعمها لا يمكنها منع الدول المستقلة عن طريق التقدم والنمو".
وأشار رئيسي الى الارادة القوية لتعزيز العلاقات الثنائية للتحرك سريعا في مسار التنمية الشاملة، وأردف "إننا عازمون عبر إرساء علاقات شاملة مع الدول الصديقة والشقيقة على ازالة المشاكل من طريق الشعب".
من جانبه، قال نائب الرئيس الفنزويلي خلال اللقاء إن "صداقة فنزويلا للشعب الايراني دائمة وغير مشروطة ونحن عازمون على ايجاد قفزة في العلاقات بيننا".
وأشار ریكاردو منندز بیریتو الى رسم خارطة طريق مشتركة لمواجهة مشاكل مثل الحظر وقال: نحن على يقين باننا قادرون عبر التعاون معا على التغلب على المشكلات.
سلطنة عمان
خليجيًا، استقبل الرئيس الإيراني وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.
وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء العُمانية، نقل البوسعيدي تحيات السلطان هيثم بن طارق إلى الرئيس الإيراني.
الرئيس الايراني أوضح أن بلاده ترغب في توسيع تعاونها بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع سلطنة عمان، معتبرًا أن الأواصر الوثيقة التي تجمع بين الشعبين الإيراني والعماني، دعامة للجهود الهادفة الى تعزيز العلاقات الثنائية ورصيدًا للدفع بهذه العلاقات نحو الامام، وقال إن "دول المنطقة لديها من القوة والاقتدار ما يمكّنها من تامين المنطقة دون تدخل الاجانب الذي لم يحقق حتى الان اي نتيجة سوى تهديد الامن الاقليمي".
البوسنة والهرسك
كذلك أكد السيد رئيسي أمام وزيرة الخارجية في جمهورية البوسنة والهرسك بيسرا توركوفيتش أن سياسات بلاده المبدئية قائمة على دعم وحدة أراضي الدول والمظلومين في أنحاء العالم، وقال "نحن نسعى للحفاظ على الامن والاستقرار في كافة المناطق".
وبيّن أن العلاقات مع جمهورية البوسنة والهرسك قائمة على أسس الصداقة وعريقة وعميقة.
أوزبكستان
وأمام رئيس المجلس التشريعي الأعلى في أوزبكستان نور الدين جان إسماعيلوف، شدّد الرئيس الايراني على أن هناك طاقات كبيرة لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية ونتطلع الى تنشيطها خدمة لمصالح شعبي البلدين.
وقال إن البلدين لديهما الكثير من القواسم المشتركة في التاريخ والثقافة وهناك فرص كبيرة للتنمية وإقامة علاقات في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية بين البلدين التي نهتم بتفعيلها لمصالح بلدينا، مؤكدًا على تسريع استكمال الاتفاقات القائمة بين البلدين وضرورة تحديد الطاقات الجديدة المتاحة، وأشار إلى أن تعميق وتعزيز العلاقات والتعاون ينبغي أن يقود الى أمن البلدين وزيادة رفاه شعبيهما.
طاجيكستان
رئيس مجلس النواب الطاجيكي محمد طائر ذاكر زادة حضر أيضًا الى طهران، حيث استقبله السيد رئيسي الذي قال إن العلاقات بين الجانبين تفوق مستوى الأواصر الثنائية المتعارف عليها، داعيًا الى تسخير القواسم الثقافية والحضارية المشتركة "لكونها خطوات حاسمة في سياق النهوض بهذه العلاقات".
ولفت رئيسي في هذا اللقاء الى ضرورة تعزيز العلاقات بين "ثلاثي الدول الناطقة باللغة الفارسية"، ايران وطاجيكستان وأفغانستان، وتابع أن الفلتان في أفغانستان اليوم، ينبع من تدخلات الأجانب في الشؤون الافغانية، وهو لا يخدم مصالح أيّ طرف.
النيجر
السيد رئيسي لفت أيضًا خلال لقائه رئيس برلمان النيجر سيني عمرو الى أن تطوير العلاقات مع الدول الافريقية ومنها النيجر يعد من أولويات الجمهورية الاسلامية في المرحلة القادمة، مضيفًا أن العلاقات بين البلدين كانت ودية على الدوام بعد انتصار الثورة الاسلامية وقال: ان ما يربط البلدين أكثر من العلاقات السياسية والاقتصادية، هو العقائد المشتركة للشعبين والتي تقرب بين قلوبنا.