الخليج والعالم
رغم إعلان بايدن الانسحاب من العراق.. ترجيحات بمواصلة استهداف الأمريكيين
توقفت الكاتبة أنيل شلين في مقالة نشرها موقع "رسبونسيبل ستيتكرفت" عند إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية في العراق مع حلول نهاية العام الجاري، مشيرة الى أن ذلك لا يعني انسحاب هذه القوات كاملة إذ يتوقع أن يبقى عدد كبير منهم والبالغ ٢٥٠٠ جندي، وذلك في سياق دور "تدريبي واستشاري".
وقالت الكاتبة إن واشنطن تتحمل مسؤولية كبيرة لما يشهده العراق من عدم استقرار وخلل، وإن الجيش الأميركي فشل في تنفيذ مهامه في هذا البلد، مضيفة أن إبقاء القوات الأميركية لا يصب في مصلحة أميركا أو العراق.
ورأت الكاتبة أن إطلاق تسمية جديدة على الهدف المعلن لوجود القوات الأميركية في العراق لن يؤثر كثيرًا لجهة استهدافها، معتبرة أن الفصائل العراقية المصممة على طرد قوات الإحتلال الأميركية ستكثف من نشاطها.
ولفتت الكاتبة إلى برامج "127e" التي تديرها وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) والتي أنشأت عقب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، مشيرة إلى أن هذه البرامج تنصّ على تقديم الدعم للقوات الأجنبية والقوات غير النظامية والمجموعات والأفراد الذين يدعمون أو يسهلون العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات العمليات الخاصة الأميركية في محاربة الإرهاب.
وتحدثت الكاتبة عن تكثيف ميزانية وحجم هذه البرامج التي وصفتها بأنها في غاية السرية حيث لا تحظى برقابة تذكر سواء على مستوى الشارع الأميركي أو الكونغرس أو البنتاغون. كما نبهت إلى أن ميزانية هذه البرامج ازدادت بنسبة أربعة اضعاف منذ عام ٢٠٠٥ (من ٢٥ مليون دولار سنوياً إلى ١٠٠ مليون دولار سنوياً).
واعتبرت الكاتبة أن العمليات التي يخوضها الجيش الأميركي تحت غطاء برامج "127e" تحمل معها خطرًا حقيقيًا بدخول القوات الأميركية في مواجهات، مستشهدة في هذا السياق بقتل أربعة جنود أميركيين في النيجر في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام ٢٠١٧.
وأضافت أن ذلك يعني أن المهمة "الاستشارية" للقوات الأميركية في العراق يبقي خطر تعرضها للهجمات.
وفي سياق غير بعيد، قالت مجموعة "صوفان" إن اللقاءات التي جرت بين المسؤولين الأميركيين والعراقيين مؤخراً، ركزت على موضوع نفوذ إيران في العراق في سياق الأجندة الأمنية المشتركة، وذلك بعد ما كان تنظيم داعش الإرهابي الموضوع الأبرز بين الجانبين على هذا الصعيد خلال الأعوام الماضية.
وأضافت المجموعة أنه لم يتم ردع الفصائل التي تدعمها إيران في العراق رغم الضربات التي شنتها الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، وأن الفصائل تواصل استهداف القوات والقواعد الأميركية في سياق المساعي الهادفة إلى طرد الجنود الاميركيين المحتلين من العراق.
وأشارت المجموعة إلى اللقاء الأخير بين بايدن والكاظمي وإلى أن التبرير الذي قدم لإبقاء القوات الأميركية في العراق هو مساعدة القوات العراقية على منع عودة داعش.
المجموعة اعتبرت في الختام أن السبب الحقيقي لتغيير مهمة القوات الأميركية في العراق هو تقليص بنك الأهداف المتاحة للفصائل العراقية التي تدعمها إيران.