الخليج والعالم
الأسد: ثابتون مع فلسطين
شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على أن أقرب القضايا إلينا هي قضية فلسطين، مشيرًا الى أن التزامنا بها ثابتٌ لا تبدّله الظروف.
وفي كلمة له عقب أدائه القسم الدستوري كرئيس للجمهورية العربية السورية أمام رئيس وأعضاء مجلس الشعب وبحضور شخصيات سياسية وحزبية ودينية وإعلامية وعلمية وثقافية ورياضية وفنية واجتماعية وعائلات شهداء وجرحى ومتميزين ومتفوقين، قال الأسد إن واجب الدولة دعم أيّة مقاومة في سوريا ضدّ المحتل، وأضاف "إننا واثقون بدور الأصدقاء كإيران وروسيا اللتيْن كان لوقوفهما معنا أثرٌ كبيرٌ في التحرير".
وأكد "أننا وضعنا نصب أعيننا تحرير ما تبقى من أرضنا من الإرهابيين ورعاتهم الأتراك والأميركيين".
داخليًا، توجّه الأسد للسوريين قائلًا "لقد حقّقنا معًا المعادلة الوطنية، فنحن شعب غني بتنوعه لكنه متجانس بقوامه، حر متنوع بأفكاره وتوجهاته، لكنه متماسك ببنيانه، رفيق حتى بخصومه، لكنه عنيد بوطنيته، متحدٍ بعنفوانه.. شرس في الدفاع عن كرامته.. الوعي الشعبي الوطني هو حصننا، هو الذي يزيل الغشاوة عن العيون عندما ننظر لمستقبلنا، هو المعيار الذي نقيس به مدى قوتنا وقدرتنا على تحدي ومواجهة وهزيمة كل الصعاب، به نميز ما بين الثوابت كالوطن والشعب، وما بين المتغيرات كالأشخاص والظروف، به نميز ما بين المصطلحات الحقيقية والوهمية، بين العمالة والمعارضة، بين الثورة والإرهاب، بين الخيانة والوطنية، بين إصلاح الداخل وتسليم الوطن للخارج، بين النزاع والعدوان، بين الحرب الأهلية والحرب الوجودية دفاعاً عن الوطن"، وتابع "هذه المقدرة على التمييز بين الوهم والحقيقة على عزل السم عن العسل هي التي مكنتنا من تحويل حدث دستوري إلى عمل سياسي وطني استراتيجي، حمل ونشر رسائل كبرى عن الإجماع الوطني والتجانس الاجتماعي، والتمسك بسيادتنا وحقوقنا، وهي التي أعطتنا القدرة على فهم الخطط المعادية، وتحديد مسارات العدوان، وجعلتنا أكثر قدرة في مواجهتها وتخفيف اضرارها".
الأسد لفت الى أن "المرحلة المقبلة ستشهد تحديثًا للقوانين، ومكافحة للفساد، وكشفًا للفاسدين، ولا تساهل في ذلك"، ورأى أن المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات الرئاسية "دليل على الوعي الوطني الكبير"، معتبرًا أن "رهان الأعداء كان على الخوف من الارهاب، أما اليوم فالرهان على تحويل المواطن إلى مرتزق".
وتحدّث الأسد عن العملاء الذين يعملون بوساطة تركية على الأراضي السورية، فقال إن "بعضهم يعمل على طروحات للوصول إلى دستور يضع سوريا تحت رحمة الأجنبي"، معتبرًا أن "كل طروحات ومحاولات العملاء تبخرت بفضل صمود الشعب السوري".
وتابع "أكبر سبب من أسباب الأزمة التي عشناها كان غياب القيم والأخلاق"، وأردف أن "من يفقد الانتماء لا خير فيه لبلده ولا أمان له تجاه مجتمعه".
وكرر الرئيس الأسد دعوته "لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن".
وأشار إلى أن المرحلة القادمة في إطار الاستثمارات هي التركيز على الاستثمار في الطاقات البديلة وهو استثمار رابح ومجزٍ، كاشفًا أنه يتم حاليًا بناء نحو 3000 مصنع للإنتاج في سوريا.
وفيما أكد أن "الحرب والحصار لم يتمكنا من وقف الاستثمار"، لفت إلى أن "الجزء الآخر من المشكلة مرتبط بتوفر الإرادة".
وكشف الأسد أن "الأموال السورية المجمّدة في المصارف اللبنانية تقدر بما بين 40 مليار دولار و60 مليار"، ورأى أن تخفيف العقبات ضروري "لكنه لا يعوّض عن زيادة الانتاج، وهي أساس تحسن الوضع المعيشي في سوريا"، معلنًا أن عنوان المرحلة المقبلة هو زيادة الانتاج، ودور الدولة هو تسهيل ذلك في مختلف القطاعات.