الخليج والعالم
السياسات الأمريكية في هاييتي: فقر وفوضى
ذكرت الكاتبتان الأميركيتان في موقع "Responsible Statecraft" "لورا واجنر" و"جينيفر جرينبرج" أن مراقبين دوليين دعوا إلى التدخل في هاييتي في أعقاب اغتيال رئيسها جوفينيل مويس.
ولفتت الكاتبتان إلى طلب رئيس هاييتي الانتقالي كلود جوزيف إرسال قوات أميركية إلى بلاده، واعتبرتا أن سيناريو قدوم قوات أجنبية إلى هاييتي مجددًا يعكس بشكل واضح كيف يتحكم المجتمع الدولي بما يجري في هذا البلد.
كما شددتا على أن التدخلات الخارجية في هاييتي على مدى التاريخ تسببت بالكثير من المعاناة.
وتابعت الكاتبتان أن الانقلاب العسكري الذي حصل في هاييتي عام 1991 أدى إلى مقتل حوالي 5000 مواطن فضلًا عن تشريد مئات الآلاف، والتدخل الأميركي حينها لعب دورًا مباشرًا في هذا الموضوع.
وبحسب الكاتبتيْن، قوات المارينز هي من أنشأت جيش هاييتي في أوائل القرن العشرين، وأشارتا إلى أن القادة العسكريين الذين اطاحوا برئيس هاييتي السابق جان برتراند أريستيد كانت دربتهم ورعتهم الولايات المتحدة.
وأضافت الكاتبتان أن الولايات المتحدة احتلّت هاييتي لمدة تسعة عشر عامًا عقب اغتيال رئيسها عام 1915، واعتبرتا أن الولايات المتحدة وتحت ذريعة "الاستقرار" استفادت من الوضع وقتها من أجل خدمة مصالحها الاقتصادية والتجارية، وأشارتا إلى أن واشنطن اعادت كتابة دستور هاييتي من أجل السماح للأجانب بامتلاك الأراضي.
كما لفتتا إلى قيام الولايات المتحدة باستبدال الجيش ليصبح قوة تمارس القمع بحق مواطنيها.
وأردفت الكاتبتان أن هاييتي كانت تحت حكم نظام الرئيس السابق "فرانسوا دوفالييه" الدكتاتوري بين عامي 1975 و1986، ونبهتا إلى أن الدعم الأميركي أبقى هذا النظام في الحكم.
وأضافتا أن هذا النظام اليميني كان حليف الولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة رغم الانتهاكات التي كان يرتكبها بحق شعبه، وقد جرى استبدال هذا النظام بالحكم العسكري الذي دعمته أيضًا الولايات المتحدة والذي مارس القتل الجماعي بحق المواطنين.
وشددت الكاتبتان على أن السياسات الأميركية أوجدت الفقر والفوضى في هاييتي، وذلك من خلال تثبيت ودعم حزب "PHTK" الذي كان ينتمي اليه الرئيس السابق جوفينيل مويس، والذي تسبب بدوره بالتشرد الجماعي وتقويض الامن الفردي والغذائي وكذلك ارتفاع حالات وباء "كورونا" والوفيات الناتجة عنه.