الخليج والعالم
فشل السياسية الغربية عزز العلاقات الصينية الروسية
تدرك الولايات المتحدة وأوروبا أن سياسة العقوبات والضغط المفروضة على روسيا لم تترك أمام موسكو سوى خيار توطيد العلاقات مع الصين، وتسعى الدول الغربية إلى تقديم مقترحات لروسيا من أجل اقناعها بأن التحالف مع الصين لا يصب لصالحها على الأمد الطويل.
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب الأرمني أندرانيك ميغرانيان في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست" أن "الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب أراد تحسين العلاقات مع روسيا من أجل مواجهة صعود الصين، مشيرا إلى أن "أجندة الرئيس الحالي جو بايدن تتضمن الكثير من البنود التي تعود إلى سياسة سلفه"، وذكَّر بأن "بايدن رفع العقوبات عن مشروع "Nord Stream 2" (مشروع انابيب نقل الغاز)".
الكاتب الذي يعمل أستاذا في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، رأى أن "واشنطن وبروكسل أدركتا ضرورة إبعاد روسيا عن الصين"، متوقعًا أن "تسعى الدول الغربية إلى تقديم مقترحات لروسيا من أجل اقناعها بأن التحالف مع الصين لا يصب لصالحها على الأمد الطويل"، وشدد على أن "ذلك سيكون صعبًا".
ولفت الكاتب إلى "ضرورة رفع مستوى العلاقات الروسية الصينية في المجال الاقتصادي لترتقي إلى مستوى العلاقات الثنائية على الصعيدين العسكري والسياسي، مضيفا أن ذلك "سيتطلب استثمارات صينية في مشاريع ضخمة داخل روسيا، في قطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية والخدمات المصرفية والتكنولوجيا المتقدمة والطيران".
وقال إن "الاستثمارات الصينية في روسيا التي تشمل الحقل الاقتصادي والبنية التحتية والقطاعين العلمي والتكنولوجي، قد تكون في غاية الأهمية لكلا البلدين"، مضيفًا أنه "لن يبقى أي حجة حينها للراغبين في إبعاد روسيا عن الصين".
وذكر الكاتب أن "النظام الروسي والرئيس فلاديمير بوتين نفسه يعتبران أن صعود الصين لا يمثل تحديا فحسب، بل هو فرصة حقيقية"، مضيفا أن "تمدد الصين إلى منطقة آسيا الوسطى من خلال مشروع "حزام واحد طريق واحد" يمثل تحديا وفرصة لروسيا في الوقت نفسه".
وتابع أن "على واشنطن وبروكسل ان تدركا ان انشاء "تحالف من الديمقراطيات" ضد "الدول السلطوية" (التي تشمل الصين وروسيا بشكل أساس وفق التصنيفات الغربية) لن يترك لروسيا خيار سوى تعزيز التعاون مع الصين".
وحول موضوع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين، قال الكاتب إن "مثل هذه الحرب قد تستمر لفترة أطول بكثير من الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو"، مستبعدًا أن "تقرر الصين تحويل روسيا من شريك إلى عدو لها".
وفي سياق متصل، تحدثت مجموعة "صوفان" عن تنامي الوجود العسكري الروسي في منطقة افريقيا الوسطى، معتبرة أن "موسكو تتبع استراتيجية القوة الناعمة في هذه المنطقة، ما يشير إلى أن لديها مخططات على الأمد الطويل".
وأضافت المجموعة أن "روسيا على وشك تعزيز موقعها في القارة الافريقية عمومًا وفي افريقيا الوسطى "الفرنكوفونية" خصوصا، في حين تقوم فرنسا بتقليص عديد قواتها في منطقة الساحل الأفريقي"، لافتة إلى أن "الدور الروسي في ليبيا والموزمبيق يؤكد حجم الدور الروسي في المنطقة".
وقالت إن "افريقيا قد لا تمثل أولوية جيوسياسية لروسيا مقارنة مع أوكرانيا او سوريا"، لافتة إلى أن "موسكو تبرز اليوم كقوة مؤثرة في القارة الافريقية لأول مرة منذ حقبة الحرب الباردة"
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024