الخليج والعالم
4 ساعات من المحادثات في جنيف.. بوتين وبايدن يتحدّثان عن آفاق لتحسين العلاقات
بعد محادثات استمرّت أربع ساعات أعلن البيت الأبيض انتهاء جلسة المحادثات الموسّعة الثانية في فيلا لاغرانج الفخمة في جنيف بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، موضحاً أنّ القمة التاريخية تضمّنت اجتماعًا واحدًا فقط.
وغادر بايدن مقرّ القمّة مع بوتين بعد محادثات استمرّت 4 ساعات. وكان بوتين وصل في وقتٍ سابق اليوم إلى مقرّ القمة، حيث كان في استقباله رئيس الإتحاد السويسري غي بارميلين، ثمّ وافاهما بايدن.
وتبادل الثلاثة التّحيات والمُصافحات، فيما شدّد المضيف السويسري على رغبته بأن يكون الحوار بناء بين الرئيسين لمصلحة العالم.
اللّقاء وجهاً لوجه أفضل
ولاحقًا دخل المشاركون إلى مقرّ انعقاد اللقاء، حيث أكّد الرئيس الأميركي في مستهل الجلسة أنّ اللّقاء المباشر وجها لوجه دائما أفضل.
في حين أعرب بوتين عن أمله بأن يكون هذا الاجتماع مثمرًا، شاكرًا نظيره الأميركي على مبادرته.
وامتدّت المحادثات المصغّرة لساعتين، انتهت بعدها دون مؤتمر رئاسي مشترك، بلا إعلان عن جلسة ثانية موسّعة.
أوّل لقاء منذ رئاسة بايدن
يُشار إلى أنّه من المتوقّع أن يكون الاجتماع، وهو الأول منذ تولّى بايدن منصبه في كانون ثاني/يناير الماضي، قد تناول عددًا من القضايا الشائكة، والملفات العالقة بين الطرفين.
إلّا أنّ الجانبين كانا قلّلا سابقًا من احتمال أن تسفر القمة عن نتائج كبيرة، على الرغم من تأكيد أملهما اليوم بأن تؤدي تلك المحادثات التي ستمتد على 3 اجتماعات بين وفدين من البلدين (بينها واحد فقط يجمع الرئيسين)، في الفيلا الفخمة على ضفاف بحيرة جنيف، إلى علاقات أكثر استقرارًا.
وكانت العديد من الخلافات أزّمت العلاقات، خلال الأشهر الماضية بين الجانبين، منها القرصنة، والإتهامات الأميركية لموسكو بشنّ حملات تضليل عبر الإنترنت، والتدخّل في الانتخابات الأميركية.
كما شكّل ملف حقوق الإنسان والمعارض الروسي أليكسي نافالني، بالإضافة إلى مسألة القرم وأوكرانيا، أحد تلك المشاكل التي أثارت ريبة موسكو وغضب الكرملين.
وقد أثارت تلك الخلافات توترًا بين الطرفين اللّذين تبادلا طرد السفراء والدبلوماسيين، فيما فرضت واشنطن عقوبات على عدد من الروس.
بوتين بعد اللّقاء: المفاوضات سارت "بشكل جيد"
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحفي حول المحادثات مع نظيره الأمريكي جو بايدن، أنّ المفاوضات سارت "بشكل جيد".
وأشار بوتين إلى أنّه جرت مناقشة الإستقرار الاستراتيجي والعلاقات التجارية والأمن الإقليمي والأمن السيبراني، لافتًا إلى أنّ معظم الهجمات الإلكترونية في العالم تأتي من الولايات المتحدة.
ولفت بوتين إلى أنّ بايدن اتّخذ قرارًا مسؤولاً بتمديد معاهدة "ستارت - 3" لمدة 5 سنوات.
وأوضح بوتين أنّ بلاده تجري تدريبات عسكرية على أراضيها تمامًا مثل الولايات المتحدة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ روسيا لا تجري مناورات وتسحب معداتها إلى حدود الولايات المتحدة.
وحول مصطلح "قاتل" قال بوتين: "في الولايات المتحدة يُقتل أحد ما كل يوم وقتلوا المئات بضربة واحدة في أفغانستان".
وقال بوتين إنّ هناك "تراكمت في العلاقات الروسية الأمريكية العديد من القضايا التي تتطلّب مناقشة على أعلى مستوى. وآمل أن يكون اجتماعنا مثمرًا".
وبعد إنتهاء اللقاء قال بوتين إنّه "لانريد أن نشهد في روسيا التظاهرات التي شهدناها في الولايات المتحدة، وأضاف أنه اتّفقنا على عودة السفراء بين واشنطن وموسكو.
كما أكّد بوتين أنّه لم يتلقّ دعوة رسيمة من قبل بايدن إلى زيارة الولايات المتحدة، مضيفًا أنّه لم يلحظ أي عدائية خلال القمة مع بايدن.
وقال الرئيس الروسي إنّه "توصّلنا مع بايدن إلى اتّفاق حول إعادة السفيرين الروسي والأمريكي لمكان عملهما قريبًا، وبحثنا مع بايدن الإستقرار الاستراتيجي والنّزاعات الإقليمية"، مشيرًا الى أنّ خسائر الولايات المتحدة من العقوبات ليست أقل من خسائر روسي" لكنّه طمأن أنّ المحادثات مع بايدن سارت بشكل جيد.
بايدن: بوتين لا يسعى لحرب باردة
هذا وصرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنّه يعتقد بأنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى لحرب باردة جديدة مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنّ مثل هذه الحرب لن تصب في مصلحة أحد.
وقال الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي في أعقاب أوّل لقاء قمّة له مع الرئيس الروسي في جنيف، إنّ هناك "آفاق حقيقية لتحسين العلاقات" مع روسيا، مؤكّدًا على أهمية عقد لقاء شخصي بينه وبين بوتين.
وقال: "لا أعتقد أنّ بوتين يسعى لحرب باردة، مضيفا أنّه "من الواضح أنّ حربًا باردة جديدة لا تصب في مصلحة أحد".
وأكّد بايدن أنّ علاقات الولايات المتحدة مع روسيا يجب أن تكون مستقرة وقابلة للتنبؤ، وعلى البلدين إيجاد مجالات للتعاون، مشيرًا إلى أنّه يجب أن تكون هناك "قواعد أساسية" لتلتزم بها موسكو وواشنطن في العلاقات بينهما.
وذكّر بايدن أنّه أكّد لبوتين خلال المباحثات أنّ أجندته ليست معادية لروسيا أو أي دولة أخرى، لكن أي رئيس أمريكي لن يكون قادرًا على الحفاظ على ثقة الناخبين الأمريكيين إن لم يبذل جهودًا "للدّفاع عن الديمقراطية".
وردًا على سؤال حول الثقة بينه وبين بوتين، قال بايدن إنّ الأمر لا يتعلّق بالثّقة، وإنّما بالمصالح.
واعتبر بايدن أنّ الخطوات التي تنسبها الولايات المتّحدة لروسيا تقلّص من سمعة البلاد على الساحة الدولية. وقال عن الرئيس الروسي: "ماذا سيكون لو قمنا بالأنشطة التي يقوم بها هو؟... هذا يضعف مواقع بلاده التي يسعى للحفاظ عليها بشكلٍ حازم لتكون دولة عالمية عظمى".