الخليج والعالم
"ميدل إيست آي": قادة أوروبا يدعمون أسوأ ديكتاتور عرفته مصر
انتقد رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" ديفيد هيرست مشاركة الزعماء الأوروبيين في القمة الأوروبية العربية المقرّرة بعد غد الأحد في شرم الشيخ، وقال إنهم بذلك يؤيدون -بقصد أو من دون قصد- ما يقوم به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وصفه بأنه "أسوأ ديكتاتور عرفته مصر في العصر الحديث".
وقال الكاتب إن "السيسي يستغل القادة الأوروبيين ضمن حملة لاكتساب شرعية دولية مهّد لها بإعدام عدد قياسي من المعتقلين في سجونه، آخرهم الشبان التسعة الذين أعدموا الأربعاء بعد محاكمة صورية في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات، وبذلك يصل المجموع إلى 15 خلال أسبوعين".
وذكَّر الكاتب أن جماعة "ريبريف" الحقوقية المناهضة لعقوبة الإعدام وصفت عمليات الإعدام بأنها "أزمة حقوق إنسان كاملة"، كما دعت منظمة "العفو الدولية" السلطات المصرية لوقف الإعدامات بناء على اعترافات انتزعت تحت وطأة التعذيب.
ورأى الكاتب أن "توقيت الإعدامات ليس مصادفة"، لافتًا إلى أنها تأتي قبيل أيام فقط من استقبال السيسي العظماء والأخيار من أوروبا، بما في ذلك رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وأشار الى أن الإعدامات كانت رسالة لمصر يقول فيها السيسي للمصريين إنه يستطيع أن يفعل ما يريد لمن يريد وينجو بفعلته على المسرح الدولي، وهي عكس الرسالة التي قصد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توصيلها عندما قال إن الأمن لا يمكن فصله عن السياسة.
هيرست لفت إلى أن هذه الإعدامات مجرد بداية فقط، وبحسب موقع "إيجيبت فرونت دوت أورغ" فقد أعدم 46 شخصًا عام 2018، وكان هناك 737 على قائمة الانتظار، و51 قضية وصلت إلى نهايتها مما يعني أنه لم يعد هناك استئناف آخر في المحكمة، وأضاف" بتأييدهم للسيسي يلعب القادة الأوروبيون دورا فعالا في زعزعة استقرار مصر".
وختم هيرست قائلاً "لكي نعرف لماذا يتعامل القادة الغربيون باستمرار مع الشرق الأوسط على نحو خاطئ، ولماذا يختارون حلفاء يزعزعون استقرار دولة بحجم وقوة مصر ويحولونها إلى جمر مشتعل، ولماذا الغرب عاجز عن دعم الديمقراطية في العالم العربي، فكل ما علينا فعله هو تسجيل التصريحات التي سيدلي بها زعماء الدول الأوروبية في شرم الشيخ ومن بينهم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي".