الخليج والعالم
انتخابات الرئاسة السورية: موقف السوريين من نظامهم السياسي واضح
دمشق - علي حسن
توافد السوريون يوم أمس الأربعاء بالملايين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جمهوريتهم الجديد. إقبالٌ أسكت كل المشككين بشرعية الانتخابات وبعث برسائل للغرب، أوّلها بأنّ من يقرر مصير من يحكم سوريا هو من يسكن أرضها وليست غرف سياسييه المغلقة التي تسير وفق الأهواء الصهيونية، وأنّ من يظن أنّ الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي قد أضعفوا الشعب السوري وسلبوه إرادته ووعيه فعليه أن يغيّر من سياساته.
الكاتب والخبير الاستراتيجي السوري عقيل محفوض قال لموقع "العهد" الإخباري إنّ: "ما حدث يوم أمس من إقبال لملايين السوريين على صناديق الاقتراع ليس مجرد انتخابات بل حدثًا سياسيًا بأوسع الدلالات الممكنة، وردًا على الغرب الذي شكّك ورفض هذه الانتخابات وجيّش ضدها، حتى أنّ جزءًا كبيرًا من هذا الإقبال قد يعدّ استجابة واندفاعة مضادّة لتجييش الغرب، وتعزيزًا لكلّ ما حارب الشعب السوري من أجله خلال السنوات العشر الماضية واستمرارا لما بُذِل".
وأضاف "الشعب السوري وجّه رسائل للغرب لمن يريد أن يقرأ ويقدّر الموقف بعقلانية منهم، أوّلها بأنه متمسك بالدولة وبخياراتها السياسية ومصطف إلى جانبها بما يتعلق بها، ومتأكد بأنّ الغرب سيكون أكثر حدّة في الحصار الاقتصادي الذي كان سببه فشل الحرب الإرهابية بتفكيك الشعب والبنية الاجتماعية عن الدولة والنظام السياسي، والسلوك الانتخابي الذي برز يوم أمس يؤكد على تمسك الشعب بالدولة وبحلفائها أيضًا".
ولفت محفوض خلال حديثه لـ"العهد" إلى أنّه "على الغرب قراءة موقف الشعب السوري بعقلانية ومراجعة سياساته ومواقفه لأنّ سوريا أكثر ثباتًا وأنّ الجواب عن رأي السوريين بنظامه السياسي قد أتى من إقبالهم على الاقتراع"، مؤكدًا أنّه "لا بدّ من التعاطي مع الدولة السورية والنظام السياسي بسوريا على قاعدة أنه مستقر وهناك كتلة اجتماعية كبيرة جدًا تقف معه وتؤيده وخيارها واضح ومفهوم بأنها مستمرة مع الرجل الذي قاد سوريا خلال فترة الحرب الإرهابية".
وختم محفوض حديثه لـ"العهد" الإخباري قائلًا إنّ "رهان السوريين على أنفسهم وعلى حلفائهم والتمسك بخيارات الانتماء وينتظرهم حجم عمل هائل على المستوى الاقتصادي فعندما يكون شعار حملة المرشح بشار الأسد عبارة (الأمل بالعمل) وهي لا تعني الجزم بأن هناك أمورًا ستتحقق قريبًا ولكن مسؤولية الشعب هي العمل لأجل البلد وفق مصالح وطنية".