الخليج والعالم
فرحة تونسية بالنصر الفلسطيني
تونس - روعة قاسم
باركت عدة فعاليات وأحزاب وقوى في المجتمع المدني التونسي الانتصار الكبير للشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة في معركة "سيف القدس"، والتي وضعت قواعد جديدة في الصراع مع الكيان الصهيوني. وعبّر عدد من النشطاء وقطاعات تونسية واسعة عن الفرح بهذا النصر الأسطوري الذي أذلّ العدو وأنهى أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
إشارة إلى أن المسيرات التضامنية مع الانتفاضة الفلسطينية لم تتوقف طوال الأيام الماضية في كل الولايات التونسية إسنادًا لشعب فلسطين في معركته العادلة لدحر الاحتلال.
إجهاض مشروع العدو الصهيوني
أمام السفارة الأمريكية في تونس كان الموعد يوم الجمعة للتعبير عن إدانة الموقف الأمريكي الداعم للاحتلال، وحمل المشاركون في هذه المسيرة صور أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان ورفعوا صور الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وكتبوا تحتها "بكم ننتصر"، كما رفعوا لافتات تدعو إلى سنّ قانون يجرّم التطبيع ودعوا لمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، ووزعوا الحلوى ابتهاجًا بنصر فلسطين وغزة.
وفي السياق نفسه، أصدر التيار الشعبي بيانا بارك فيه الانتصار وحيّا كل الشعوب الحرة التي خرجت في عواصم العالم دعما لصمود شعبنا ومقاومته، وأكد التيار في بيانه بأن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة اجهض جانبا من مشروع العدو وعطّل أهدافه المباشرة وخاصة فيما يتعلق بالقدس الشريف وحي الشيخ جراح الذي صمد وقاوم وانتصر وأفشل التهجير والاستيطان والتهويد، واعتبر ذلك مكسبا استراتيجيا للمقاومة وهزيمة للعدو ستكون له انعكاسات بعدية غاية في الأهمية وغير مسبوقة.
وثمنّ خط الانتصار الاستراتيجي المفتوح وفاتحة التحرير الكبير الآتي لشعبنا في فلسطين ولأمتنا العربية والإنسانية الحرة، خاصة أن هذه المعركة قد حققت وحدة الشعب والأرض والمقدسات والسلاح وعززت الثقة بخيار المقاومة الكفيل بالتحرير وإسقاط التطبيع واستنزاف العدو ونسف صورة الجيش الذي لا يقهر".
ودعا التيار الشعبي كل فصائل المقاومة إلى البناء على الوحدة التي تحققت أثناء معركة سيف القدس وإنهاء أي شكل من أشكال الانقسام وأسبابه، وبناء جبهة التحرير الوطني الفلسطيني من جديد على خلفية ثوابت التحرير لمواصلة التقدم في طريق المقاومة وإزالة العدو من الوجود.
كما دعا التيار الشعبي الشعب التونسي وكل القوى التقدمية العربية للاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني وإدامة الزخم الشعبي الذي تشكل أثناء ملحمة سيف القدس، وتأثيرها على وعي الجماهير التي أدركت بحسّها الوطني والتاريخي الترابط بين الأزمات الداخلية سياسية واقتصادية واجتماعية والإرهاب والتفتيت الطائفي والديني والإثني وبين العدوان الصهيوني الامبريالي وعملائه الذين مكنهم الاستعمار من حكم الأقطار العربية ليفرضوا على شعبنا الهزيمة والاستسلام والفقر والتبعية والتطبيع.
كما جدّد التأكيد على ضرورة سنّ قانون تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني والتسريع في جمع التبرعات، مقترحا إرساء مؤسسة وطنية قارة لدعم فلسطين والمساهمة في جهود التحرير، إلى جانب تمسكه بالدعوة لاحتضان تونس مؤتمرا عالميا لنصرة فلسطين تحضره كل الدول والقوى الداعمة للحق الفلسطيني.
النائب زهير مخلوف: "انتصار لكل محور المقاومة"
النائب في مجلس النواب التونسي، زهير مخلوف، أكد لـ "العهد" أن انتصار فصائل المقاومة الفلسطينية هو انتصار لجيل فلسطيني جديد أبدع في ابتكار وسائل النصر وآمن بالمقاومة، مضيفا "إنه انتصار بطعم هزيمة الأعداء وانتصار جيل آمن بأن الجهاد المسلح هو الحل الوحيد، وأن الوحدة والتضامن هو الأسلوب والآلية الوحيدة للانتصار على عدو ثبت أنه أوهن من بيت العدو، وهو انتصار بطعم استشهاد الفلسطينيين الذي بذلوا دماءهم فداء للوطن، وانتصار بطعم توحيد الاتجاه نحو القدس الشريف لكل المسلمين والمؤمنين، وبطعم وجود فكر جديد مقاوم انساني لا يؤمن بالاحتلال".
وتابع قائلا "هذا الوعي الوطني الجديد نلاحظه في المسيرات التضامنية في العالم كله"، مؤكدا أن معركة سيف القدس هي انتصار لمحور المقاومة الذي ساند هذه الملحمة الأسطورية وبناها رموز مقاومين مثل عماد مغنية وقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وكل محور المقاومة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وانتصار لمحور كامل توحّد لدحر الجيش الذي دُعي أنه لا يقهر ولكنه قُهر".
صلاح الداودي: مرحلة جديدة من هزيمة العدو الصهيوني
أما منسق شبكة باب المغاربة للدراسات الإستراتيجية، صلاح الداودي، فأكد أن هذا النصر يؤشر إلى أن الاحتلال بدأ مرحلة جديدة من الهزيمة والزوال"، وأضاف "أن وحدة الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية حول فلسطين هي بوابة التحرير العالمي من الغطرسة الأمريكية والطغيان الصهيوني والتطبيع العربي، وهذا النصر الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية هو فاتحة للانتصارات المقبلة وتحرير القدس الشريف"، وتابع قائلا "إن العدو مضروب بالنار بالكامل من أقصى الشمال الى الجنوب وإن إسرائيل سقطت هذه المرة تحت النيران وما هذه إلا جولة وهي فاتحة الانتصارات القادمة".
ورأى أن "وحدة الشعوب العربية وأحرار العالم حول فلسطين أسست بشكل متقدم لمحور فلسطين"، وفيما يتعلق بمسألة التطبيع أكد أن المقاومة بنفسها قطعت الطريق بالنار على المطبّعين، داعيا لمواصلة هذه المعركة ضد كل المطبّعين.