الخليج والعالم
غضب متزايد داخل الحزب الديمقراطي الأميركي تجاه كيان العدو
أثارت الأحداث الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة غضبا متزايدا داخل الحزب الديمقراطي الأميركي حيال كيان العدو الصهيوني، إذ لا تقل معاناة الفلسطينيين عن الظلم الذي يواجهه الأميركيون من أصول افريقية في الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أشار موقع "ذا هيل" إلى أن "تشبيه معاناة الفلسطينيين بالظلم الذي يواجهه الاميركيون من أصول افريقية أو مقارنة السياسات الإسرائيلية بسياسات التمييز العنصري التي مورست في جنوب افريقيا، أصبح السيناريو الأكثر ترجيحًا اليوم مع صعود التقدميين في الحزب الديمقراطي".
ولفت الموقع إلى تغريدة النائب الديمقراطية كوري بوش الأسبوع الماضي، التي أعربت فيها عن تضامنها مع "إخواننا الفلسطينيين"، مؤكدا أن "بوش هي أميركية من أصول افريقية تمثل مدينة فيرغسون التي شهدت نشوء حركة "Black Lives Matter" (حياة السود مهمة) بعد أن قتلت الشرطة ميشال براون عام 2014".
الموقع ذكر بما قالته "النائب الديمقراطية من أصول فلسطينية رشيدة طليب خلال مقابلة مع "أم اس ان بي سي"، إذ أكدت أن العدو يفرض نظام تمييز عنصري على الفلسطينيين".
وتابع أن الظاهرة هذه تجلت أكثر وسط التصعيد الحاصل اليوم في الأراضي المحتلة، إذ نقل عن النائب الديمقراطية بيتي ماكولم تأكيدها ضرورة أن تعترف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن علنا بأن طرد الفلسطينيين من أراضيهم هو أمر غير مقبول ويعد شكلاً من اشكال الاضطهاد".
وقالت ماكولم للموقع إن "الولايات المتحدة انما تعطي الضوء الأخضر لتل ابيب بتدمير منازل الفلسطينيين وضم الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال التعامل معها بطريقة مختلفة عن الطرق التي تتعاطى بها واشنطن مع أطراف أخرى تتلقى مساعدات أميركية".
كما أشار الموقع إلى ان الشخصيات الثلاث الأبرز في معسكر اليسار الأميركي، وهم السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز والسيناتور الديمقراطية اليزابيث وارين والنائب الديمقراطية الكسندريا اوكاسيو كورتيز قد أدانوا المحاولات الإسرائيلية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم.
ولفت إلى تغريدة وصفت فيها وارين ما يحصل على هذا الصعيد بانه "مقيت وغير مقبول"، داعية إدارة بايدن إلى توجيه رسالة واضحة إلى حكومة العدو تؤكد أن طرد الفلسطينيين هو عمل غير قانوني ويجب ان يتوقف على الفور.
وبحسب الموقع، أكد ساندرز ضرورة عدم الاقدام على طرد الفلسطينيين وأن تعلن الولايات المتحدة بوضوح رفضها لهذه السياسات.
وحول موقف اوكاسيو كورتيز لفت الموقع إلى انها أعربت عن تضامنها مع الفلسطينيين واتهمت قوات الاحتلال بارتكاب العنف.
وأشار إلى أن الانتقادات لم تأتِ فقط من معسكر أقصى اليسار، لافتا إلى تغريدة السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين التي اعتبر فيها أن طرد الفلسطينيين يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
واعتبر الموقع أن تزايد وتيرة الانتقادات الموجهة إلى كيان العدو لن يكون كافيا ليترجم إلى تحولات في السياسة الأميركية المتبعة، مضيفا أن "هناك كتلة متنامية لا يستهان فيها داخل الحزب الديمقراطي لا تستطيع "تل ابيب" ان تعول عليها لتقديم الدعم التلقائي، وذلك بحد ذاته يشكل تحولاً كبيرا قد يكون له صدى لأعوام مقبلة".
السياسات الإسرائيلية المتبعة تقوّض السياسة الخارجية الأميركية
بدوره، رأى المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ"سي اي ايه" (CIA) بول بيلر في مقالة نشرها موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت" أن ما يقوم به الاحتلال يأتي في سياق المساعي الهادفة إلى طرد السكان العرب من القدس الشرقية.
وأضاف بيلر أن "الاستراتيجية الإسرائيلية في القدس الشرقية تأتي في سياق برنامج أوسع يقوم على طرد الفلسطينيين وتدمير منازلهم في الضفة الغربية".
وتابع أن "عمليات التدمير والتشريد تأتي كذلك في سياق الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الانسان"، مشيراً إلى "التقرير الجديد الصادر عن منظمة "هيومن رايتس واتش" الذي يوثق الممارسات الإسرائيلية ويتهم سلطات الاحتلال بارتكاب جرائم التمييز العنصري والاضطهاد بحق الفلسطينيين"، وقال إن "هناك قوانين إسرائيلية تعكس سياسات التمييز العنصري".
وحول الموقف الأميركي إزاء ذلك، قال الكاتب إن "بايدن يواجه مشكلة حقيقية على صعيد موضوع حقوق الانسان في ظل ما يحدث في الأراضي المحتلة"، مشددًا على أنه "لا يمكن ان يغض الطرف عما يحصل خاصة في ظل العلاقات "الخاصة" القائمة بين واشنطن وتل ابيب والضرر الذي قد يلحق بالمصالح الاميركية".
الكاتب أشار إلى أن الولايات المتحدة عادة ما وضعت أولوية على العلاقات الجيدة مع حكومات قمعية دعمت سياسات واشنطن الخارجية، وبالتالي وضعت ملف حقوق الانسان في مرتبة ثانوية"، لافتا إلى أن "السياسات التي تتبعها "إسرائيل" في الوقت الراهن تقوض السياسة الخارجية الأميركية أكثر مما تدعمها، مشيراً في هذا السياق إلى محاولات تل ابيب تخريب المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وختم الكاتب محذرا من أن الأمور لن تهدأ في الأراضي المحتلة من دون ان تحدث تغيرات على صعيد معاناة الفلسطينيين.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024