الخليج والعالم
"بوليتيكو": بايدن اعتمد مقاربة سياسية امتازت بالليونة حيال إيران
تحدثت مجلة "بوليتيكو" الأميركية عن سجل الرئيس الأميركي جو بايدن المتعلق بمواقفه تجاه إيران، مشيرة إلى أنه "كان قد دعا إلى احياء العلاقات الأميركية مع إيران في أعقاب هجمات الـ11 أيلول/سبتمبر، واعتباره أن تحسين العلاقات مع إيران يخدم مصالح الولايات المتحدة (خلال خطاب ألقاه أمام المجلس الأميركي الإيراني في شهر آذار/مارس عام 2002).
وأضافت المجلة أن "ما ورد في هذا الخطاب عكس مقاربة بايدن حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية طوال حياته السياسية"، مذكرا بأن "بايدن كان قد دعا إلى الانخراط مع إيران، وعمل في هذا السياق عبر عقد اجتماعات مع دبلوماسيين اميركيين كبار قبل أعوام من ترشح الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للرئاسة".
وأشارت إلى أن وزير الحرب الأميركي الأسبق تشاك هايغل كان قد ساعد في ترتيب لقاء جرى أوائل العام 2003 جمع بايدن ووزير الخارجية الإيراني الحالي محمد جواد ظريف وهايغل نفسه (كان ظريف سفير طهران لدى الأمم المتحدة وقتها، بينما كان بايدن سيناتوراً ديمقراطياً وهايغل سيناتوراً جمهورياً).
ونقلت المجلة عن هايغل قوله إن "بايدن دائمًا ما تبنى رؤية بعيدة الأمد حيال إيران، ورأى أنه لا يمكن الاعتبار أن إيران ستبقى عدوا إلى ما لا نهاية"، مضيفة أن "بايدن اقترح تقديم مبلغ بقيمة 200 مليون دولار لإيران في اعقاب هجمات الـ11 أيلول/سبتمبر".
المجلة ذكرت أن "بايدن كان معارضًا لفكرة شن عمل عسكري ضد إيران بعد سقوط بغداد جراء الغزو الأميركي للعراق"، مشيرة إلى "ما قاله وقتها خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" حول ضرورة تجنب الحديث عن استخدام القوة ضد إيران في الوقت الراهن، وأن الوسيلة الأفضل للتأثير على الأحداث في إيران هي من خلال السيطرة على الوضع في العراق".
ولفتت إلى أن "بايدن التقى في أوائل العام 2004 وزير خارجية إيران حينها كمال خرازي على هامش منتدى دافوس"، مضيفا أنه "كان قد حث إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن على فتح حوار مع كل من إيران وسوريا من أجل تهدئة الوضع في العراق، وذلك في خريف العام 2006".
وذكرت أن "بايدن كان قد دعا إلى "وجود دبلوماسي أميركي" في إيران خلال جلسة استماعية للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي عام 2008".
ونقلت المجلة عن بين رودس الذي شغل منصب نائب مستشار الامن القومي خلال حقبة أوباما، قوله إن "بايدن قلق من الدخول في حرب جديدة او الانجرار إلى التصعيد الناتج عن ضربة إسرائيلية ضد إيران".
وبحسب المجلة، لا يبدو بايدن مستعجلاً الآن فيما يخص موضوع إيران، إذ نقلت عن هايغل قوله إن الرئيس الأميركي يدرك أن كلا الطرفين سواء الولايات المتحدة أو إيران يعلمان ضرورة عدم إعطاء انطباع الحريص على التوصل إلى اتفاق، وذلك من أجل عدم الظهور بموقع الضعف".
وتابع هايغل أن "بايدن يفهم "الواقع" وان مقاربته حيال إيران تقوم على استمرار المساعي للتوصل إلى حل".
وختمت المجلة مؤكدة ضرورة أن "يوضح بايدن نواياه وان يحاور إيران بالطريقة نفسها التي دعا إليها مرارا، وذلك إذا كان جادًا بالفعل بإنقاذ الاتفاق النووي".