الخليج والعالم
يوم القدس العالمي: العراقيون يجددون البيعة لفلسطين والنصرة لابنائها
بغداد ـ عادل الجبوري
في هذا العام، وكما هو الحال في الاعوام السابقة، احيا العراقيون بمختلف مدن ومحافظات البلاد يوم القدس العالمي، عبر فعاليات سياسية واعلامية وجماهيرية مختلفة شهدتها الايام القلائل الماضية. ولم تمنع جائحة كورونا من احياء هذه المناسبة بما ينسجم ويتوافق مع الظروف والاوضاع الصحية العامة، وبما لا يتقاطع مع الضوابط والقيود الموضوعة من قبل الجهات المعنية. قوى وتيارات وشخصيات سياسية مختلفة، عبرت عن مواقفها المبدئية الثابتة في نصرة القضية الفلسطينية بكل السبل والوسائل، وعن رفضها للاحتلال الصهيوني الغاصب للقدس الشريف.
المجلس الاعلى: رسالة لكل المتجبرين والطغاة
وفي بيان له بهذا الشأن، اكد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، انه "وبكل فخر وايمان بعدالة القضية، وانسانية الموقف، وشرعية المبادرة، يحتشد العالم الاسلامي باخر جمعة من شهر رمضان المبارك، ومعه كل أحرار العالم لإحياء يوم القدس العالمي ـ كما اسماه الامام الخميني (قدس سره) ـ ليكون رسالة لكل المتجبرين والطغاة والمحتلين بأن حقوق الشعوب الحرة تبقى حية، وارادتها في الحرية والسيادة والكرامة الإنسانية لا تموت مهما طال زمن الظلم، وظن الظالم ان ترسانته وعنجهيته ستكفل بقاءه للأبد".
واشار المجلس الاعلى في بيانه الى "ان إحياء يوم القدس العالمي هذا العام، وفي ظل متغيرات كبيرة، بدءا من نقل السفارة الامريكية، وصفقة القرن، واتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي ابرمتها بعض الانظمة العربية المتخاذلة، واغتيال قائدي النصر المجاهدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، وما يحاك من مؤامرات شتى لضرب محور الممانعة والمقاومة، تمثل صرخة حق مدوية، وتحديا شجاعا لقوى الهيمنة والاستكبار، والكيان الغاصب، وتؤكد ثبات وإصرار المؤمنين على ابقاء قضية الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على رأس سلم اولويات العالم الإسلامي، باعتبارها مرتكز سلام واستقرار المنطقة والعالم".
في ذات الوقت عبر رئيس المجلس الاعلى الشيخ همام حمودي في بيان مستقل عن استنكاره الشديد للانتهاكات الاخيرة لجيش الاحتلال الصهيوني للمسجد الاقصى، والتي تزامنت مع مراسيم احياء يوم القدس العالمي، منتقدا صمت المجتمع الدولي حيال الانتهاكات الوحشية من قبل الاحتلال ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
تحالف الفتح: نقف مع شعب فلسطين في معركة الوجود
من جانبه، قال تحالف الفتح، الذي يعد الكتلة الاكبر في البرلمان العراقي، انه "بهذه المناسبة الخالدة، نؤكد وقوفنا مع شعب فلسطين في معركة الوجود والدفاع عن الحدود وصيانة الحركة الوطنية الفلسطينية على قاعدة تمثيل الشعب الفلسطيني في حقه بالعودة لإرثه بفلسطين أرضا وهوية، ومع الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية على كامل أرضه ومياهه".
واعتبر الفتح في بيان له، "إن دعوة الإمام الخميني إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان يوما للقدس العالمي ينطوي على عالمية الدعوة وإسلامية المهمة وفلسطينية التحرك السريع لتوحيد الجهود الوطنية الداخلية، وتجاوز المشكلات الجزئية، واستثمار كافة القوى الوطنية والإسلامية الحية لتحرير فلسطين".
حزب الدعوة: القدس رمز وحدة المسلمين وعنوان عزتهم
إلى ذلك، دعا حزب الدعوة الاسلامية في بيانه بمناسبة يوم القدس العالمي، ابناء الشعب العراقي والامة الإسلامية الى المشاركة الفاعلة باحياء هذا اليوم، والتعبير عن التمسك بحقها الثابت في هذه الأرض المقدسة والإصرار على تحريرها من قبضة الاحتلال الإسرائيلي، لتعود الى الحضن الاسلامي، مدينة مفتوحة لكل الديانات السماوية يمارسون فيها شعائرهم وطقوسهم العبادية بحرية كما كانوا طيلة العهود الإسلامية الماضية.
وشدد حزب الدعوة على اهمية ان "تبقى القدس حاضرة في وعي الامة الاسلامية وضميرها"، معتبرا "ان المبادرة الرائدة للامام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ باعتماد يوم عالمي للقدس، جاءت لتذكير المسلمين بقضاياهم المصيرية والاستعداد للانتصار لها، والحيلولة دون ان يلفها النسيان، إذ ان القدس رمز وحدة المسلمين، وعنوان عزتهم وكرامتهم".
عصائب اهل الحق: محور المقاومة يتقدم
وفي هذا السياق قال الامين العام لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في كلمة متلفزة: "يطل علينا يوم القدس العالمي يوما عالميا لتجديد العهد بالقدس وبالقضية الفلسطينية"، مؤكدا على انه "رغم كل محاولات تمكين كيان العدو من قبل أمريكا وغيرها، فإنّ محور المقاومة يشهد التقدّم بعد التقدم ويحقق النصر تلو النصر في كل الجبهات، وان الجمهورية الإسلامية بحكمة قائدها، وبصبر شعبها جعلت الولايات المتحدة الأميركية تضطر للاعتراف بفشل سياسة الضغوط القصوى التي مارستها الإدارة السابقة".
ورأى الشيخ الخزعلي "ان التواجد العسكري الأمريكي في العراق هو من أجل أمن كيان العدو الإسرائيلي، وان قرار فصائل المقاومة الإسلامية في العراق هو إجبار القوات الأمريكية على الخروج، خصوصاً بعد أن أعلنوا صراحةً أنه ليس في نيتهم الانسحاب من أرض العراق".
تحالف عراقيون: القدس قضية كل الشعوب الحرة
واشار رئيس تحالف عراقيون السيد عمار الحكيم الى "ان يوم القدس العالمي مناسبة نستحضر فيها ظلامة فلسطين الحبيبة وشعبها الشقيق وقضيته العادلة المتجذرة في الضمائر الحية، كما أنها فرصة لتجديد العهد مع قضية الإسلام والعرب الأولى، والتأكيد على أن قضية القدس والاراضي المستلبة لا تخص الشعب الفلسطيني وحده، وانما هي قضية المسلمين والعرب والشعوب الحرة أجمع"
وأكد الحكيم "ستبقى قضية القدس تنبض في النفوس والقلوب مهما اشتدت الخطوب فهي التي توحدنا وتعيد ترتيب أولوياتنا، كما أن يوم القدس العالمي يمثل رسالة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في إيقاف مخططات مصادرة وقضم الأرض الفلسطينية".
مفتي العراق: فلنجتمع تحت راية الاسلام ونطرد المحتل
اما مفتي جمهورية العراق الشيخ مهدي الصميدعي فقد اكد في كلمة متلفزة "ان يوم القدس العالمي يوم عظيم وكبير وراية، نأمل أن تصبح ثورة إسلامية تحرر بها فلسطين والشعب الفلسطيني وتعيد له ما أخذ منه لأكثر من ثمانين عاما"، ودعا المسلمين في العالم للخروج من القارورة المذهبية التي وضعها العدو فيها، والاجتماع تحت راية الإسلام والعمل على إخراج المحتل المغتصب لأرض فلسطين.
مهرجانات ومسيرات في بغداد والمحافظات
الى جانب ذلك، نظمت مديرية اعلام الحشد الشعبي، مهرجانا جماهيريا في العاصمة بغداد بهذه المناسبة، تحت عنوان (احنه اهلها) ـ في اشارة الى فلسطين ـ تضمن القاء كلمات وقصائد واناشيد حماسية عكست مظلومية الشعب الفلسطيني وتضحياته وبطولاته وشجاعته في الدفاع عن مقدساته.
أضف الى ذلك، فإن بغداد ومدنا اخرى في الجنوب والفرات الاوسط، شهدت تجمعات جماهيرية ومسيرات جماعية بالسيارات، هذا في الوقت الذي افردت فيه معظم القنوات الفضائية العراقية على مدى الايام الاربعة الماضية، حيزا كبيرا من بثها لنقل الفعاليات المختلفة لاحياء يوم القدس العالمي في العراق والدول الاخرى، فضلا عن انتشار مئات اللوحات واللافتات التي تعرف بيوم القدس العالمي في الشوارع الرئيسية والفرعية للمدن العراقية.