الخليج والعالم
هل ستودي سياسة بايدن تجاه تايوان إلى حرب عالمية كارثية؟
منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأميركية اتبع الرئيس جو بايدن سياسة تجاه ملف تايوان زادت من احتمالات اندلاع حرب عالمية، وذلك عبر التصعيد السياسي من جهة أو العسكري من جهة اخرى.
وفي هذا السياق، رأى الكاتب بيتر بينارت في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن "السياسة التي يتبعها بايدن في الملف التايواني تزيد من خطر اندلاع حرب عالمية"، مذكرا بأن "الرئيس الأميركي كان اول رئيس منذ العام 1978 استضاف موفد تايوان في حفل تنصيبه، فيما أعلنت إدارته في نيسان/أبريل الماضي تحفيف القيود المفروضة على الاتصالات الرسمية الأميركية مع حكومة تايوان، وجرى إلغاء عبارة "الصين الواحدة" من برنامج الحزب الديمقراطي الصيف الماضي".
وحذر الكاتب من أن "هذه السياسات تزيد من احتمال اندلاع "حرب كارثية"، كما يزيد قيام الولايات المتحدة وتايوان بالعمل على إغلاق ملف "إعادة التوحيد" (إعادة انضمام تايوان إلى الصين) من احتمال السعي الصيني على تنفيذ ذلك بالقوة".
الكاتب لفت إلى أن "الصين صادقت على قانون خلال العام 2005 يهدد بالحرب في حال أعلنت تايوان الاستقلال، وعملت بكين كذلك على استعراض قوتها العسكرية خلال الأعوام الأخيرة، ردًا على الخطوات الأميركية التي تتعارض وسياسة الصين الواحدة".
كما لفت الكاتب إلى "الدعم الأميركي لتايوان وتعالي الأصوات المطالبة بالتزام أميركي رسمي بالدفاع عنها"، مضيفا أن "نظرية ردع بكين من خلال التلويح بالقوة العسكرية هي سياسة متهورة، إذ ان الولايات المتحدة تفتقد إلى القوة والإرادة المطلوبة عندما يتعلق الموضوع بملف تايوان".
واستشهد الكاتب بما كتبه الصحفي المعروف فريد زكريا من أن "البنتاغون أجرى 18 مناورة تحاكي سيناريو المواجهة مع الصين على خلفية ملف تايوان، والتي انتهت جميعها بانتصار الصين"، وقال إن "أحد أسباب ذلك يعود إلى العامل الجغرافي، إذ تبعد تايوان حوالي 100 ميل عن الصين بينما تبعد 5000 ميل عن مدينة هونولولو (أقرب نقطة أميركية)"، وأضاف أن "لدى الصين 39 قاعدة جوية ضمن مسافة 500 ميل عن أراضي تايوان، بينما لدى الولايات المتحدة قاعدتان اثنتان ضمن هذه المسافة".
وتابع أن "القوات الأميركية ستضطر إلى قطع مسافات طويلة جدًا من اجل تقديم الدعم إلى تايوان، في حين قامت الصين ببناء ترسانة من الصواريخ المتطورة المضادة للسفن مصممة من أجل إلحاق خسائر كبيرة في مثل هذه السيناريوهات".
وذكَّر الكاتب بما قاله "الموظف السابق في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي كريستيان بروس في كتابه الذي يتناول سيناريو الحرب التكنولوجية، إذ توقع تدمير شبكات القيادة والسيطرة التي تدير تدفق المعلومات إلى القوات الأميركية المشاركة في القتال".
وأضاف أن "بروس تحدث عن استهداف القواعد الأميركية في اليابان وجزيرة غوام بموجات من الصواريخ الدقيقة البالستية ومن طراز كروز"، مشيرا إلى أن "ناقلات الطائرات الأميركية ستكون غير محصنة أمام الصواريخ الصينية المضادة للسفن".
الكاتب أشار إلى أن الخبير في الشؤون الصينية الذي عمل ضمن قيادة الجيش الأميركي في منطقة المحيط الهادئ تيموثي هيث حذر من أن الخسائر في صفوف القوات المسلحة الأميركية قد تكون هائلة".
وأضاف أن "هناك عاملا آخر يجعل من استراتيجية الردع غير قابلة للنجاح، يتمثل بكون ملف تايوان يشكل أولوية اهم بكثير للصين"، وقال إن "الشعب الصيني يعير أهمية لملف تايوان أكثر بكثير من الشعب الأميركي"، مستشهدًا باستطلاعات رأي أجريت في العام 2017 بينت أن الشعب الصيني يعتبر موضوع تايوان الموضوع الأهم في سياق العلاقات الأميركية الصينية، بينما لم يكن من المواضيع السبع الأولى لدى الشعب الأميركي".
ورأى أن "الاستطلاعات تشير إلى أن المواطن الأميركي العادي لديه هواجس إزاء الذهاب إلى الحرب على خلفية ملف تايوان"، لافتًا إلى "تقرير صدر مؤخرًا عن مجلس شيكاغو للشؤون العالمية كشف أن نسبة 43% فقط من مؤيدي الحزب الجمهوري يدعمون ارسال قوات أميركية من اجل الدفاع عن تايوان ضد الصين، وذلك على الرغم من أن هذا الاستطلاع نفسه كشف أن نسبة 85% من قادة الحزب الجمهوري يؤيدون ذلك".
وختم الكاتب قائلا إن "الدول الصغيرة الموجودة بالقرب من قوى عظمى عادة ما تقبل فرض القيود على "سلوكها الخارجي""، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة لن تسمح أبدًا للمكسيك بالدخول في تحالف عسكري مع بكين".