الخليج والعالم
هل ستشهد العلاقات الأميركية التركية تحولا دراماتيكيا قريبا ؟
تعمل الإدارة الأميركية على الاستفادة من خطوة اعترافها بمجازر الإبادة الأرمنية على أيدي العثمانيين كأداة في السياسة الخارجية، إذ لا يرتبط هذا الإعلان بأي أخلاقيات تتبعها واشنطن بل بتوجه جديد وتحول دراماتيكي حيال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وفي هذا السياق، اعتبر المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (الـCIA) غراهام فولر في مقالة نشرها موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت" أن الإعلان الأميركي يشكل سابقة يجري خلالها توجيه إدانة تتعلق بماضي تركيا، مضيفا أن "هذا الإعلان يرتبط بشكل أساس بالسياسة الخارجية الأميركية المتبعة حيال اردوغان وليس بالأخلاقيات، إذ يجري فعليا الاستفادة من إبادة الأرمن كأداة في هذه السياسة".
ورأى الكاتب أن اعلان بايدن يشكل تحولاً دراماتيكياً، خصوصا أنه أظهر عدم رضا واشنطن حيال السياسات الخارجية لأردوغان"، مشيرا إلى أن "الهدف الأساسي منه هو ممارسة "الضغط العقابي" على انقرة".
وتابع فولر أن "تركيا سلكت نهجا أكثر استقلالية في السياسة الخارجية خلال حقبة أردوغان، وذلك بشكل تعارض في الكثير من الأحيان مع ما تضعه واشنطن في خانة مصالحها"، وقال إن "تركيا تعاونت عن كثب مع روسيا والصين وحاولت أحيانا توطيد علاقاتها مع أوروبا".
الكاتب ذكر أن "توقيت إعلان بايدن يسلط الضوء على نفاق يمارس في السياسة الخارجية الأميركية، إذ تستخدم واشنطن"المعايير الأخلاقية" و"حقوق الانسان" و"القيم الديمقراطية" كسلاح ضد الدول التي هي ليست على علاقة جيدة معها".
وتابع أنه "في وقت تتحدث فيه واشنطن عن "إبادة الاويغور" في الصين، تتجاهل ما تقوم به "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة"، وقال إن "الولايات المتحدة تغض الطرف عما تقوم به الحكومة الهندية بحق المسلمين في كشمير لأنها تسعى إلى كسبها إلى جانبها خلال مواجهتها ضد الصين".
وبحسب الكاتب، "لا يهم الإدارة الأميركية ما جرى في روندا حيث قتل حوالي 800 ألف شخص، وذلك باعتبار أن هذا البلد لا يعني شيئا بالنسبة لمصالح واشنطن"، مضيفا أن الولايات المتحدة تقف شبه صامتة حيال القمع الذي يمارس في السعودية والبحرين".
وقال الكاتب إن "هذا نهج يقوض ما تدعيه واشنطن على صعيد القيم وحقوق الانسان".
وقال إن الهدف من الإعلان المتعلق بالإبادة الأرمنية هو اغضاب تركيا وتوجيه رسالة إلى ارودغان مفادها أن واشنطن لم تعد تعتبره حليفا قيما".
الكاتب استبعد أن يغير إعلان بايدن في المسار العام لسياسات انقرة، مضيفًا أن اردوغان وبينما يتودد إلى أوروبا اليوم يسعى جاهداً إلى توطيد العلاقات مع روسيا والصين".
وختم الكاتب متوقعا أن يستمر الرئيس التركي باتباع هكذا نهج متقلب، وذلك في سياق رؤيته للسياسة الخارجية التركية حيال غرب أوروبا وشمال افريقيا والصين.