الخليج والعالم
الصفحة الاجنبية: مؤتمر وارسو خيب أمال الإدارة الأميركية
رأى المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الـ "CIA" بول بيلير في مقالة نشرها موقع "لوبيلوغ" أن مؤتمر وارسو لم ينتج موقفا اميركيًا اوروبيًا موحدًا حيال إيران بل أكد وجود خلافات في هذا الإطار، مشيرا إلى ان البيان الختامي للمؤتمر لم يتطرق إلى ذكر ايران ما شكل خيبة أمل كبيرة للإدارة الأميركية.
وأضاف الكاتب ان "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجدت نفسها وحيدة في حملتها ضد إيران، باستثناء أدواتها المتمثلة بالكيان الصهيوني والسعودية والامارات، معتبرا ان "رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حقق "انتصاراً كبيرا" له في وارسو بعد ان اظهر علاقات جيدة مع حكام عرب".
الكاتب تابع ان "حكومة نتنياهو ترحب بشكل كبير باي تعامل علني مع الحكومات العربية، باعتبارها تحقق ذلك دون اللجوء إلى تنفيذ إجراءات داخلية كوقف احتلال الاراضي الفلسطينية، وقال إن "إدارة ترامب تعتبر هذا "التعامل" أساس نجاح مؤتمر وارسو".
وحول الاتفاق النووي مع إيران، أكد بيلير ان الولايات المتحدة تنتهك الاتفاق وقرار مجلس الامن رقم 2231 (اي مصادقة المجتمع الدولي على الاتفاق).
ولفت الكاتب إلى "آلية الاغراض الخاصة" التي يستخدمها الاوروبيون من اجل التعامل التجاري مع ايران، معتبرا انها تعد مؤشرا على ان العالم قد سئم من سعي الولايات المتحدة لتحقيق اهدافها السياسية من خلال استغلال تفوذها الاقتصادي، كما يشير إلى ان العالم يبحث عن سبل لتخطي التفوق الاقتصادي الاميركي المتمثل بعملة الدولار.
الكاتب وصف الولايات المتحدة بالقوة العظمة المعزولة، مؤكدا ان سياسات أميركا تجاه ايران ستؤدي الى تدهور قوتها بسرعة وستجعلها غير قادرة على فرض إرادتها بملفات اخرى.
توحيد الصفوف بين كيان العدو وبعض الأنظمة العربية
بدوره، أشار موقع "وان ديفنس" إلى الحضور الأوروبي الخجول في مؤتمر وارسو، مذكرا ان وزراء خارجية المانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي لم يشاركوا فيما غاب ممثلون عن "لاعبين اساسيين بالشرق الاوسط"، مثل السلطة الفلسطينية وروسيا وتركيا.
وفي مقابل الانقسام الاميركي الاوروبي، لفت الموقع إلى "توحيد الصفوف بين كيان العدو وبعض الدول العربية"، مضيفا ان "من اهم ما جاء في المؤتمر كان الموقف الموحد بين الاسرائيليين والعرب".
التقرير ذكر ان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة اعلن ان بلاده ستقوم بالنهاية ببناء علاقات مع كيان العدو"، مضيفا ان "مدير الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل اجرى مقابلة مع محطة تلفزيونية اسرائيلية".
تآكل دعم كيان العدو عند الحزب الديمقراطي
من جهة اخرى، أشار نائب مدير صفحة التحرير بصحيفة "واشنطن بوست" جاكسون ديهيل في مقالة له إلى مشاكل بين الحزب الديمقراطي الاميركي وكيان العدو.
واوضح ان السبب الاساس لهذه المشاكل يتمثل بإنشاء رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تحالف وثيق مع الحزب الجمهوري، ما ساهم بانقسام في الموقف الاميركي حيال كيان العدو.
وأضاف ديهيل ان العلاقات بين حكومة العدو والحزب الجمهوري تعززت اكثر فاكثر خلال حقبة ترامب، خصوصا بعد ان دافع نتنياهو عن ترامب و"قلده"، لافتا إلى ان غالبية الاميركيين لديهم موقف سلبي تجاه ترامب فيما يكرهه غالبية الديمقراطيين.
الكاتب تابع ان كل ما جرى أدى إلى تراجع شعبية نتنياهو لدى الديمقراطيين خلال حقبة ترامب، كما تراجع دعم كيان العدو لدى الديمقراطيين. واستشهد باستطلاع للرأي يعود الى العام 2015 يوضح ان 31 بالمئة من الديمقراطيين يملكون موقفا ايجابيا تجاه نتنياهو، وقال : "بحسب مجموعة “Gallup” (التي تنظم استطلاعات الرأي)، فان هذه النسبة انخفضت إلى 17 بالمئة مع حلول شهر آب/اغسطس عام 2018".
وأشار إلى استطلاعات اخرى بينت ان نسبة الديمقراطيين الذين يعتبرون كيان العدو حليفا لهم انخفضت من 31 بالمئة الى 26 بالمئة خلال الفترة الزمنية بين كانون الاول/ديسمبر عام 2017 و ايار/مايو عام 2018.
ولفت إلى ان الاستطلاع الثاني جرى بعد ان انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران ونقل السفارة الاميركية إلى القدس المحتلة، وقال: "في وقت يتعاون نتنياهو وترامب، فان مواقف الديمقراطيين يبدو أنها تتغير بسرعة، مضيفا انه "في حال بقاء نتنياهو في الحكم، فان العلاقات مع الحزب الديمقراطي في اميركا ستصبح اسوأ حتى".
من جهة اخرى، كتب تريتا فارسي وستيفن فيرتهايم مقالة نشرت في صحيفة "الغارديان" البريطانية، اشارا فيها إلى الاحداث التي حصلت مؤخراً مع النائبة الاميركية عن الحزب الديمقراطي الهان عمر.
وذكر الكاتبان ان قيام عمر بانتقاد نفوذ اللوبي الصهيوني بالكونغرس جعلها عرضة للتوبيخ من قيادة الحزب الديمقراطي، ما دفعها الى تقديم اعتذار.
وتابع الكاتبان انه "بعد مرور اقل من48 ساعة، استجوبت عمر بشكل صارم المبعوث الاميركي الجديد لملف فنزويلا ايليوت ابراهام بعد ان دعم حكومات في منطقة اميركا الوسطى كانت ارتكبت عمليات قتل وإبادة جماعية خلال حقبة الثمانينات، وقد عمر شككت خلال جلسة الاستجواب بمصداقية ابراهام".
ولفت الكاتبان إلى ان نخب الحزب الديمقراطي دافعوا عن ابراهام ضد "عمر"، واوضحا ان اعضاء آخرين بالحزب الديمقراطي اعربوا عن شكوكهم حيال مواقف قيادة الحزب وان العديد من هؤلاء قد سألوا عن سبب عدم السماح بطرح اسئلة حول نفوذ اللوبي الصهيوني باميركا.
الكاتبان قالا ان "هذه التطورات تشكل اهمية للحزب الديمقراطي باكمله، وان عمر "لن تغادر" وانها تمثل الجيل الشاب للحزب الديمقراطي الذي نشأ خلال فترة ما يسمى "الحرب على الارهاب". و اردفا انه "خلال انتخابات العام 2016، اعرب ناخبون شباب عن معارضتهم لسجل هيلاري كلينتون و"مغازلتها" لشخصيات من معسكر المحافظين الجدد المعادين لترامب".
و تحدث الكاتبان عن تحول مواقف "قاعدة الحزب الديمقراطي" ورغبة انصار الحزب بتقليص الميزانية العسكرية وفرض قيود على قوة اميركا العسكرية.
وحول الصراع العربي الإسرائيلي، قال الكاتبان ان مواقف عمر عكست قيم الناخبين الديمقراطيين عندما انتقدت تأثير المال الصهيوني على السياسية الأميركية"،مشيرين إلى ان الغابية الساحقة من الديمقراطيين (حوالي 82 بالمئة منهم) يعتقدون ان الولايات المتحدة يجب ان لا تنحاز لصالح كيان العدو ضد الفلسطينيين، بينما يؤيد 56 بالمئة من الديمقراطيين فرض عقوبات أو "اجراءات قاسية" ضد كيان العدو في حال استمرار توسع المستوطنات الصهيونية.