الخليج والعالم
كيف يتخذ بايدن سياسته الخارجية؟
توقّف الكاتب الأميركي في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناتيوس عند نهج الرئيس الأميركي جو بايدن على صعيد السياسة الخارجية، فرأى أنه لا يدل على وجود عقيدة بقدر ما يدل على "عقلية براغماتية" تقوم على حل المشاكل وتوجيه الرسائل الواضحة إلى الحلفاء والخصوم وتمتين النظام العالمي "القائم على القواعد".
أفغانستان.. الملف الأكثر إلحاحًا
وتوصل الكاتب إلى هذا الاستنتاج بعد مقابلة أجراها مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مشيرًا إلى أن أفغانستان هو الملف الأكثر إلحاحًا على صعيد السياسة الخارجية، بعدما نقل عن "بلينكن" تأكيده أن بايدن سيسحب القوات الأميركية من هناك لكن من دون تحديد جدول زمني لذلك.
الكاتب أوضح أن بلينكن يحاول وضع خطة لعملية انتقالية سلسة في أفغانستان تزامنًا مع انسحاب القوات الأميركية، ونقل عن المصادر أن المفاوضين الاميركيين تبادلوا بعض الأفكار المفصلة مع كل من حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية حول العملية الانتقالية، والتي تشمل "مبادئ الحكم الأساسية" والانتخابات المبكرة وإجراءات أخرى تتعلق بمشاركة السلطة، بالإضافة إلى مقترحات من اجل التوصل إلى وقف إطلاق نار ثابت.
وإذ لفت الى أن بايدن يدرك الخطر المتمثل باندلاع الحرب الأهلية في أفغانستان أو قيام تنظيم "القاعدة" بالعودة بقوة إلى هذا البلد بعد مغادرة القوات الأميركية، قال إن بايدن يرى في الوقت نفسه أن إبقاء عدد قليل من القوات الأميركية في العاصمة كابول بينما تسيطر طالبان على عواصم المحافظات قد يعرقل جمع المعلومات الاستخباراتية وإجراءات مكافحة الإرهاب.
كذلك كشف أن "بلينكن" استخدم عبارة "التواضع والثقة" خلال حديثه عن أفغانستان، وأضاف أن هذه العبارة تعكس موقف بايدن ووزير خارجيته حيال القوة الأميركية عمومًا.
وبرأي الكاتب، بايدن تعلّم من تجارب العراق وأفغانستان أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتحكم بنتائج الاحداث.
مقاربة براغم اتية
وفي سياق آخر، شدّد الكاتب على تبنّي بايدن مقاربة براغماتية مع روسيا، ونقل عن بلينكن قوله إن بايدن يريد أن يحاسب روسيا على أي "خطوات متهوّرة او عدائية" وأن يكون مستعدًا في الوقت نفسه للتعاون مع موسكو في مجالات المصلحة المشتركة.
ووفق الكاتب، أعرب بلينكن عن قلقه حيال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بنشر آلاف الجنود والسلاح الثقيل على الحدود مع أوكرانيا.
بين التشديد و التعاون
أما فيما يخص مقاربة بايدن حيال الصين، فقال الكاتب إنها تجمع ما بين التشديد على المصالح الأميركية وبحث مجالات التعاون.
بلينكن أوضح أن بايدن طلب منه توجيه رسالة إلى المسؤولين الصينيين خلال الاجتماع الذي جرى بولاية "ألاسكا" الشهر الماضي، تؤكد أن ما تقوم به الصين في كل من محافظة "سنجان" أو في هونغ كونغ أو تايوان أو بحر الصين الجنوبي ليس شأنًا داخليًا بل يهدّد "النظام العالمي القائم على القواعد".
كذلك نقل عن بلينكن أن واشنطن لا تسعى إلى احتواء الصين، وأردف موقف بايدن حيال "الزعامة الأميركية" قد يشمل مجالات تعاون جديدة، ونقل عن وزير خارجيته حديثه عن تحالف من "الديمقراطيات" يشمل أيضًا أطرافًا أخرى مثل شركات التكنولوجيا العالمية، على أن يكون الهدف من إنشاء هكذا تحالف معالجة المشاكل التي تتطلّب العمل الجماعي مثل الأوبئة والتغير المناخي وغيره.