الخليج والعالم
توماس فريدمان: التفتت يصيب الأمريكيين والاسرائيليين
رأى الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان أن ما يشهده الكيان الصهيوني من حالة تفتت واستقطاب هو ذات الظاهرة التي تشهدها الولايات المتحدة المتمثلة بفقدان خطاب وطني جامع.
وقال فريدمان في مقال له إن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يواجهان أربعة تحديات في الوقت الراهن، أولها انتهاء "التهديد الخارجي"، موضحًا أن هذا التهديد الخارجي للولايات المتحدة كان الاتحاد السوفييتي، بينما التهديد الخارجي لكيان العدو كان "النزاع العربي الإسرائيلي"، مضيفًا أنه لم تحصل أي تطورات بهذا الحجم من شأنها تثبيت التضامن الوطني لأي من الطرفين.
كما تحدّث الكاتب عن وجود الكثير من "الشبكات الاجتماعية" في "المجتمعين" الأميركي والإسرائيلي، معتبرًا أن ذلك يصعّب مهمة الحكم.
ورأى الكاتب أن كلًا من الولايات المتحدة وكيان الاحتلال لديهما تجربة مع زعماء شعبويين يثيرون حالة الاستقطاب ومستعدين لكسر القواعد واضعاف القيود التي يفرضها النظام القضائي بشكل غير مسبوق (وذلك في إشارة إلى دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو)، مضيفًا أن حالة الاستقطاب التي أثارها ترامب ونتنياهو أدت إلى تشكيل فصائل منفصلة داخل نفس الحزب.
وفيما يخص التحدي الأخير، اعتبر الكاتب أن التحولات الديمغرافية وصلت إلى مرحلة حرجة في المجتمعين الأميركي والإسرائيلي.
وفي هذا السياق، توقع الكاتب أن تشكل الأقليات في الولايات المتحدة من أصول لاتينية وإفريقية وآسيوية وغيرها غالبية عديد السكان مع حلول عام ٢٠٤٥، مضيفًا أن ذلك أجج حالة الاستقطاب.
ولفت إلى أن "الحزب الجمهوري التابع لترامب" لعب على وتيرة مخاوف البيض وسعى إلى الحد من الهجرة الشرعية وغير الشرعية. وفي نفس الوقت اتهم الكاتب معسكر اليسار في الولايات المتحدة بتبني موقف متشدد مضاد وتصنيف الناس بحسب الانتماء العرقي والديني وغيره، وليس بحسب الانتماء لأميركا نفسها.
وبالنسبة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، نقل الكاتب عن أستاذ الاقتصاد في جامعة تل أبيب دان بن دايفيد أن المرحلة الحرجة على الصعيد الديمغرافي لا تتعلق فقط بالسكان العرب بل أيضًا بالمستوطنين اليهود الأرثوذكس المتشددين.
كما أشار بن دايفيد الى أن كيان العدو لن يستطيع أن يحافظ على اقتصاد يصنف في خانة العالم المتقدم في حال استمرت الأمور على هذا النحو.