الخليج والعالم
محادثات فيينا تنطلق اليوم: ثبات إيراني وصمود بوجه فارضي العقوبات
ينطلق اليوم في فيينا اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، بعدما عقدت جلستها الـ 18 يوم الجمعة الفائت بمشاركة ممثلين عن إيران ودول مجموعة "4+1" عن طريق الفيديو "كونفرانس".
وللغاية، وصل مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي الى العاصمة النمساوية قبيل بدء الاجتماع.
المواقف الإيرانية كانت حاسمة لجهة ما روّج له الإعلام الأمريكي وتصريحات المسؤولين في الولايات المتحدة عن إمكانية انعقاد لقاء مباشر بين الجانبيْن. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده جزم أمس أنه لن يكون هناك أي حوار مباشر أو غير مباشر مع أميركا في فيينا أو أي مكان آخر، فيما قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي اليوم إنه لا خيار أمام الإدارة الأمريكية في المستقبل القريب، سوى وضع حدّ لسلوكياتها المخالفة للقانون وإنهاء العقوبات والانتهاكات أحادية الجانب للاتفاقيات الدولية.
وأضاف ربيعي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي "سنشهد اليوم خطوات جديدة في مسيرة هزيمة الغطرسة وإحياء الاتفاق النووي، مشدّدًا على أن لا خيار أمام أمريكا سوى العودة الى الاتفاق وعودة الاطراف الموقعة على الاتفاق إلى التزاماتها.
وأكد ربيعي أن "هذا الموضوع والنجاح ما كان ليتحقق لو لم نتمسّك بضبط النفس أمام مثيري الحرب، ومواجهة سياسات ترامب على الرغم من كل الضغوط الداخلية والخارجية للانسحاب من الاتفاق كما فعل ترامب، وأيضًا صمود وممانعة الشعب ومعاناته، ودراية وحنكة قائد الثورة الاسلامية في دعم الاتفاق النووي وحق إيران القانوني في مواجهة هذه التهديدات والعقوبات".
ربيعي جدّد القول " لا خيار أمام الإدارة الامريكية في المستقبل القريب سوى إنهاء سياساتها المنتهكة للقانون، والحظر والانتهاكات أحادية الجانب للاتفاقيات الدولية، موضحًا أن "اجتماع فيينا الذي سيعقد اليوم، يشكل فرصة لجميع الأطراف لمناقشة كيف ومتى تعود جميع الاطراف إلى التزاماتها في الاتفاق، كما أن ممثلي إيران سيؤكدون في الاجتماع على عدم امكانية إجراء محادثات بين إيران وممثلي امريكا".
وتابع المتحدث باسم الحكومة قائلا إن "موقف طهران المبدئي واضح تماما وسيحدده المفاوضون الايرانيون في لقاءاتهم وهو ان أي لقاء أو حوار لن يحصل بين ممثلي ايران وممثلي أمريكا، إلّا أننا سنوصل رسالة الى أعضاء الاتفاق النووي مفادها أنه في حال رفع جميع أنواع الحظر وتنفيذ القرار الأممي 2231 فإن ايران ستبادر، بعد التأكد من هذه الاجراءات ومن تطبيق الاطراف الاخرى لالتزاماتها، الى العودة لالتزاماتها في إطار الاتفاق".
وحول اجتماع فيينا اليوم، أشار ربيعي الى "أننا لسنا متشائمين ولا متفائلين بشأن مخرجات هذا الاجتماع، لكننا وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح، واذا أثبتت أمريكا إرادتها وصدقها وجديتها فسيشكل ذلك علامة على مستقبل أفضل للاتفاق، وفي النهاية تطبيقه بشكل كامل خلال الأسابيع المقبلة".
المحادثات الأمريكية الإيرانية.. لا ثقة بواشنطن
بالموازاة، تكثر التحليلات بشأن اجتماع فيينا وتداعيات ما يعبّر عنه الأمريكيون حيال طهران. وفي هذا السياق، رأت مجموعة "صوفان" أنَّ رفض الجمهورية الاسلامية المشاركة في محادثاتٍ مباشرةٍ مع الولايات المتحدة في فيينا يعكس عدم ثقة المؤسسة السياسية في إيران حيال واشنطن.
وأضافت المجموعة أنَّ إيران وفق ما يُقال طلبت ضماناتٍ بعدم قيام أيِّ إدارةٍ أميركيةٍ مستقبليةٍ بالانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكنَّ المسؤولين الأميركيين من جهتهم لا يستطيعون تقديم مثل هذه الضمانات.
كما رجحت المجموعة أن لا تقتصر هذه المخاوف على الاتفاق النووي مع إيران وأن تشمل المفاوضات الدولية عمومًا، في حين يتخوَّف قادة الدول من تبنِّي إدارةٍ أميركيةٍ مستقبليةٍ النهج الدبلوماسي الذي تبنته إدارة ترامب.
وأشارت إلى أنَّ الموقف الإيراني الرافض للمحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة يعكس كذلك حالة الغضب داخل الجمهورية الاسلامية حيال اغتيال قائد فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زاده.
مجموعة "صوفان" بيَّنت أنَّه يبدو حتى الآن أنَّ الولايات المتحدة مستعدةٌ للعودة إلى الاتفاق النووي بشكله الأصلي، لافتةً إلى أنَّ ذلك يتطلّب عدم سعي واشنطن لتوسيع الاتفاق ليشمل القيود على برنامج إيران الصاروخي أو على دعمها "للفصائل الإقليمية المسلحة"، حسب تعبيرها.
كما أوضحت أنَّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على ما يبدو ترى أنَّ إعادة فرض القيود على برنامج إيران النووي سيكسبها الوقت لرسم خياراتٍ سياسيةٍ تعالج "جميع التحديات التي تشكِّلها إيران لمصالح وحلفاء أميركا".