الخليج والعالم
لماذا روسيا جحيم أميركا؟
أكَّد المؤرخ الأميركي المعروف "روبرت كابلان" في مقالةٍ نُشرت على موقع "ناشونال انترست" ضرورة الانخراط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ إنَّ احتمالات تغيير "نظامه" بما ينسجم والرؤية الأميركية هي ضعيفة جداً.
وقال الكاتب إنَّ المحيطات لم تعد توفِّر الحماية كما في السابق في ظل العصر الرقمي، وبالتالي، فإنَّ هامش خطأ الولايات المتحدة تقلَّص، مبيِّنًا أنَّ ذلك يستوجب الانخراط مع موسكو.
وأوضح أنَّ الأميركيين يخدعون أنفسهم عندما يتحدثون عن انحدار روسيا، مُعتبرًا هذا التقييم في غير محله.
وشدَّد الكاتب على ضرورة عدم الاستهانة بقوة روسيا، مشيرًا إلى قدرتها على شنِّ الهجمات الالكترونية ومخزونها من النفط والغاز وكذلك إلى كونها المصدر الأكبر للحبوب في العالم.
وأضاف الكاتب أنَّ "دخول روسيا إلى الشرق الأوسط يشير إلى قوة صاعدة وليس إلى الانحدار"، مشيرًا إلى أنَّ الاميركيين اعتقدوا أنَّ روسيا ستواجه في سوريا نفس المشاكل التي واجهتها الولايات المتحدة في العراق، إلا أنَّ الروس تعلموا درسًا مختلفًا وهو أنّ ثمن المغامرة العسكرية ليس باهظًا طالما لم تُنشر أعدادٌ كبيرةٌ من القوات البرية.
"روبرت كابلان" شدَّد أيضًا على أنَّ روسيا ليست على وشك الانهيار، محذرًا في الوقت نفسه من أنَّ ذهاب بوتين لن يأتي بالضرورة بنظامٍ بديلٍ أفضل بل قد يأتي بقوميين أكثر تشدُّدًا وتهورًا.
واعتبر الكاتب أنَّ العلاقات الأميركية الروسية تشهد اليوم توترًا كبيرًا، وأنَّ السبب الأساس وراء ذلك هو انضمام دول البلطيق إلى حلف الناتو، إذ إنَّ هذه الدول تقع على مسافة جغرافية قريبة جدًا من العاصمة الروسية موسكو وأيضًا من مدينة سان بطرسبورغ.
كذلك قال إنَّ بوتين ينظر إلى ذلك على أنَّه استفزازٌ تاريخيُ وجغرافي يجب أن يسعى إلى تقويضه.
وحول استراتيجية روسيا، أشار الكاتب إلى أنَّها تقوم عمومًا على استعادة حدود الاتحاد السوفييتي "بشكل من الاشكال"، بينما يسعى الغرب من جهته إلى منع ذلك، مرجحًا أن تطول هذه المسألة من دون أن ينتصر أي طرفٍ بشكلٍ واضح، وبالتالي لا بد من العمل الدبلوماسي والمرونة.
وبيَّن أنَّ دعم المعارضة الروسية لن يُجدي نفعاً إذ إنَّ أقطاب المعارضة ضعيفةٌ ومنقسمةٌ على بعضها بعضا.
وتابع الكاتب أنَّ علاقات روسيا مع الصين ربما هي أفضل من أيّ وقت مضى، لافتًا إلى المناورات العسكرية المشتركة بين الطرفين إلى جانب قيام الصين بشراء الغاز الروسي.
وذكر أنَّ استمرار الولايات المتحدة بسياسة العداء لكل من الصين وروسيا في آن واحد سيؤدي إلى تعزيز العلاقات الصينية الروسية الذي سيؤدي بدوره إلى تبدد القوة الأميركية.
وخلص الى وجوب البحث عن مجالات التعاون المشترك بين روسيا والولايات المتحدة وإعطاء موسكو حافزًا للابتعاد عن الصين.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024