الخليج والعالم
الملفّ الأفغاني يُربك بايدن
يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن معضلة هامّة في كيفية تعامله مع الملف الأفغاني، إذ إن التزامه بالصفقة التي أبرمها سلفه دونالد ترامب مع حركة "طالبان" بسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان في أيار/مايو المقبل، يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية هناك.
وفي هذا السياق، رأى الكاتب دايفيد اغناطيوس في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أن "الصفقة التي كان أبرمها ترامب مع "طالبان" بسحب القوات من أفغانستان مع حلول الأول من أيار/مايو القادم، تشكل معضلة لبايدن خصوصًا أن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى حرب أهلية في البلاد"، مؤكدا أن "المطلوب التوصل إلى اتفاق إضافي بين "طالبان" والحكومة الافغانية على تشارك السلطة ووقف إطلاق النار".
وأشار الكاتب إلى "خطة وضعها كل من وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكين والموفد الأميركي الخاص لملف أفغانستان زلماي خليلزاد تنص على العمل مع الأمم المتحدة وروسيا وتركيا من أجل تشكيل حكومة مؤقتة تشاركية، بالإضافة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل حلول تاريخ الأول من أيار/مايو إن أمكن".
الكاتب ذكر أن "بلينكين وجه رسالة مكتوبة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، أكد فيها أن بايدن بالفعل ينظر في سحب جميع القوات مع حلول الأول من أيار/مايو"، وقال إن "ذلك يضع ضغوطا على غني لتقديم تنازلات ربما تشمل الاستقالة قبل انتهاء ولايته في العام 2024 من أجل تشكيل حكومة مؤقتة جديدة".
وتابع الكاتب أن "بلينكين قرر إدخال عدد من اللاعبين بدلا من الاستمرار في المقاربة الأميركية الأحادية"، وتحدث عن "خطة ثلاثية من أجل كسب التأييد على المستويين الإقليمي والدولي".
وعدد الكاتب المراحل الثلاث لهذه الخطة وجاءت كالآتي:
- المرحلة الأولى: تتمثل بقيام الأمم المتحدة بعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، إذ سيكون المشاركون على الأرجح كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وباكستان والهند وإيران، وستوافق هذه الدول على مفاوضات وقف إطلاق النار واجراء المحدثات بين الأطراف الأفغانية حول الانتقال السياسي.
- المرحلة الثانية: ستكون عبارة عن جولة من المحادثات في موسكو تبدأ في 18 آذار/مارس الجاري ينظمها المبعوث الروسي الخاص لملف أفغانستان زامير كابولوف، وستشمل كلا من روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان وإيران.
- المرحلة الثالثة: ستكون عبارة عن لقاءات ستعقد في تركيا بين "طالبان" وممثلين عن الحكومة الأفغانية، وقد تبدأ في أوائل شهر نيسان/أبريل القادم، والهدف من هذه اللقاءات بحسب رسالة بلينكين هو وضع اللمسات الأخيرة على "اتفاقية سلام".
وختم الكاتب قائلا إن "الولايات المتحدة قد تبدأ الخروج من أفغانستان إذا ما جرى التوصل إلى إطار عمل انتقالي ووقف لإطلاق النار".