الخليج والعالم
كتّاب تونسيون يطالبون بإقرار قانون يمنع التطبيع الثقافي
تونس - روعة قاسم
أصدر عدد من الكتّاب التونسيين بيانا للرأي العام التونسي ولرئيس الجمهورية والحكومة ورئيس مجلس النواب والفاعلين السياسيين والثقافيين والأكاديميين، أعلنوا فيه رفضهم القاطع والمبدئي لكل أشكال التطبيع الثقافي، وذلك ردًا على قيام كاتب تونسي بالتباهي بترجمة كتابه الى العبرية ونشر مقال نقدي عنه في صحيفة صهيونية، الأمر الذي أثار حفيظة المثقفين والكتاب التونسيين الذين دعوا الى تقديم مشروع قانون وطني يمنع التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني المحتلّ وعرضه على مجلس نواب الشعب في أقرب الآجال الممكنة.
معركة متواصلة
وحذّرت الكاتبة والأكاديمية التونسية بلقيس خليفة في حديث مع "العهد" من خطورة التطبيع الثقافي الذي يحاول العدو من خلاله اختراق المجتمعات العربية ثقافيًا وإعلاميًا. وأضافت "سبق أن طالب النشطاء في تونس بتمرير قانون يجرّم التطبيع لكنه لم يمر للأسف بسبب رفض كتلة النهضة التصويت عليه وهي تملك الغالبية في البرلمان، وبقي لدينا منع التطبيع في القطاع الثقافي لأنه ليس هناك أسهل من أن يخترقنا العدو ثقافيًا". وأعربت عن تخوفها من احتمال أن يمهّد الإعلام بشكل خفي لهذا التطبيع، الذي بدأ يتسرب كالماء من تحت الأبواب لنجد أنفسنا فجأة نتعامل مع العدو، لذلك ينبغي أن نتصدى لكل هذه المحاولات التطبيعية".
من جهته بيّن الشاعر التونسي ومدير بيت الشعر التونسي أحمد شاكر بن ضية لـ "العهد" ان العلاقة الطبيعية التي يجب أن تربط بين العرب والصهاينة هي العداء لأن الاحتلال الإسرائيلي هو كيان مغتصب للأراضي العربية، فالعلاقة الطبيعية التي يجب أن تقام بيننا وبين العدو الصهيوني يجب أن تكون القطيعة لكل ما يصدر عن دولة الاحتلال وكذلك الوقوف الى جانب أي مقاوم ومنع إقامة أي نوع من العلاقات إن كانت سياسية أو ثقافية". وتابع "الإيمان بالقضية هو إيمان إنساني بالدرجة الأولى لأن القضية الفلسطينية ليست حكرا على جهة ما أو مجموعة ما. فأي إنسان يحترم نفسه وإنسانيته يجب أن يعتبر أن قضية اغتصاب أرض وانتهاك شعب هي جريمة عنصرية بامتياز وأي فرد حر في هذا العالم لا يمكن أن يكون في صف الجاني".
أخطر أنواع التطبيع
أما عن كيفية مجابهة التطبيع الثقافي، فيجيب بن ضية "التطبيع الثقافي هو أخطر أنواع إقامة العلاقات مع الكيان، والمثقف والمبدع الحقيقي الذي تسكن فلسطين في عمق روحه، سيكون مدافعًا بكل شراسة عن هذه الأرض وتاريخها، والمثقف والمبدع الحقيقي هو الإنسان الذي يذهب بعيدًا في آخر نقطة في الإنسانية والعدالة، وبالتالي المدخل الثقافي خطير باعتبار أن العدو الصهيوني يراهن على محو ثقافة المقاومة التي هي امتداد عميق لروح المقاومة وهي التي ستحّمل الأجيال الجديدة المشعل وسترسّخ حب فلسطين في أعماقهم". وختم بالقول "ستبقى الثقافة هي المدخل الوحيد لبقاء المقاومة حتى تحرير آخر شبر في فلسطين".