الخليج والعالم
إدارة بايدن نحو نهج جديد مع الناتو
تستعدّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإطلاق نبرة أكثر تعاونًا في الاجتماع الأول لكبار مسؤولي الناتو منذ مغادرة الرئيس دونالد ترامب لمنصبه. هذا ما تحدّث وزير الحرب الأميركي لويد أوستن في مقالة نشرت بصحيفة "واشنطن بوست"، الذي تحدّث عن مساعي بايدن للاعتماد على الدبلوماسية بشكل أساس للانخراط مع العالم.
الصحيفة قالت إن بايدن يدرك أن كل القرارات التي تتخذها واشنطن وكذلك كل الخطوات التي تقدم عليها يجب أن تكون من "موقع قوة"، وأوضحت أن ذلك يعني بالنسبة للبنتاغون دعم العمل الدبلوماسي وأيضًا التعاون الوثيق مع الحلفاء والشركاء من اجل تأمين المصالح المشتركة وتعزيز القيم المشتركة.
كذلك شددت على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتحمل المسؤوليات وحدها وعلى ضرورة عدم محاولة ذلك، وأن أوستين سينقل هذه الرسالة الى نظرائه في حلف الناتو في اجتماع الأربعاء القادم.
وفي السياق عينه، شددت على ضرورة تبني مقاربة جماعية على صعيد التشاور واتخاذ القرارات والخطوات، والعمل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في أفغانستان.
وقالت إن "السلوك العدواني الذي يتبناه منافسون استراتيجيون مثل الصين وروسيا إنما يعزّز الايمان "بالأمن الجماعي"".
وتابعت الصحيفة أن "أوستين" يؤمن بأن الولايات المتحدة تكون في موقعها الأقوى عندما تعمل ضمن فريق، لكنه أوضح أن الفرق لا تحقق النجاح إلا عندما يحظى كل لاعب بالثقة والاحترام، مضيفاً أن الدول الأخرى في حلف الناتو لم تحظَ أحياناً بالاحترام.
وكشف أوستين أن اتصاله الأول كوزير حرب كان مع أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبيرغ، ثم اتصل بعد ذلك بالعديد من نظرائه في حلف الناتو وبدول حليفة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وكذلك بدول شريكة حول العالم.
وقال إنه أراد إبلاغ "هذه الأطراف بأن الولايات المتحدة ستعود للعب الدور القيادي وانها ستلعب دورا إيجابيا ضمن الفريق".
وشدد الكاتب على أن الواجب الأول للولايات المتحدة وحلف الناتو هو "ردع النزاع"، لكنه تحدث في نفس الوقت عن ضرورة الجهوزية للقتال والنصر في حال "فشل الردع"، كما أكد ضرورة خوض المفاوضات الشاقة من اجل خدمة "المصالح الأمنية المشتركة".
كذلك شدد أوستين على أن الولايات المتحدة ليست بصدد الانسحاب من أوروبا، مشيرًا الى قرار واشنطن تجميد سحب القوات من المانيا. كما أن القرارات المتعلقة بالقوات الأميركية المنتشرة في دول مختلفة من العالم ستتخذ بعد التشاور مع الحلفاء والشركاء.
ووصفت الصحيفة التحالفات بأنها ليست عبئاً بل تخدم الأمن الفردي والجماعي، ونقلت عن أوستين قوله "الالتزام تجاه أنفسنا وتجاه بعضنا البعض كي يبقى الحلف (الناتو) قويًا عسكريًا"، وأن الولايات المتحدة تحت قيادة بايدن مستعدة لهذا "الالتزام".
وبحسب الصحيفة، أعلن "أوستين" أن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة احياء التحالفات ولعب الدور القيادي.