الخليج والعالم
مواقف أمريكية متناقضة من الجولان والسفارة في القدس.. والثابت مصلحة "اسرائيل"
تتابع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عملية "رتق" بعض ما فتقته سياسات سلفه دونالد ترامب، محافظا على الثوابت الأساسية لبلاده في حفظ أمن الكيان الصهيوني ومصالحه، والمحافظة على أذرع لقوات واشنطن في المنطقة، وإن كانت العناوين والمبررات تختلف بحسب الزمان والمكان.
بعد التصريحات حول ضرورة إنهاء الحرب في اليمن من قبل بايدن، برز موقف لوزير خارجيته أنتوني بلينكن امتنع فيه عن تأييد اعتراف ترامب بأن الجولان السوري المحتل يتبع لـ "إسرائيل"، معتبرا في ذات الوقت أن "السيطرة على الجولان في هذا الوضع تظل لها أهمية حقيقية لأمن "إسرائيل"، مبررا ذلك ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمنصبه واستمرار الوجود الإيراني في سوريا.
وقال بلينكن لشبكة "سي إن إن" الإخبارية: "من الناحية العملية، أعتقد بأن السيطرة على الجولان في هذا الوضع تظل لها أهمية حقيقية لأمن "إسرائيل"، لافتًا إلى أن "الأسئلة القانونية شيء آخر وبمرور الوقت إذا تغير الوضع في سوريا، فهذا شيء نبحثه، لكننا لسنا قريبين من ذلك بأي حال".
موقف بلينكن لم يكن جديدا، فقد سبق أن قال مستشارون لبايدن إنه "لن يسحب اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان".
هذا الذرّ للرماد في العيون سرعان ما يكشف الحقيقة المترسخة في سياسات واشنطن، حيث أكد بلينكن أن بلاده ستبقي على سفارتها في القدس المحتلة، في تأكيد لاعترافها بأنها عاصمة للكيان الغاصب، وبهذا يكون نهج بايدن مكمّلا لما بدأ به ترامب في هذا السياق عندما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس رغم كل المواقف العالمية التي شجبت هذا القرار.
وزعم بلينكن أن واشنطن "تريد من الفلسطينيين والإسرائيليين الجلوس معا للتفاوض حول ملفات الوضع النهائي"، في حين كان ترامب يسير بخُطى سريعة بما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مع أقرب حليف له في المنطقة، وهو رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، الذي لم يتواصل معه بايدن حتى الآن منذ توليه رسميا رئاسة الولايات المتحدة.
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وقّع اعترافا أميركيا رسميا بسيادة "إسرائيل" على الجولان عام 2019، في تحوّل كبير عن سياسة اتبعتها الولايات المتحدة لعشرات السنين.
وكان كيان العدو قد احتلّ الجولان من سوريا في حرب عام 1967 وضمه عام 1981 في خطوة غير معترف بها دوليًا.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024
ترحيب عربي ودولي واسع بوقف النار في لبنان
27/11/2024