الخليج والعالم
ما هي تحديات جو بايدن؟
تناول الإعلام الغربي خطاب القسم الذي أدلى به الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حفل تنصيبه رسميًا أمس.
مجلة "بوليتيكو" توقفت عند كلام بايدن حول أن "صعود التطرف السياسي والاستعلاء الأبيض والإرهاب المحلي" يشكل تهديدا وشيكا للولايات المتحدة يجب مواجهته وهزيمته".
ورأت المجلة أنه على بايدن أن يعرف كيف يواجه هذا التهديد عبر الفعل وليس فقط الكلام، وأن هذه المهمة ستكون صعبة، مضيفة أنه وبحسب المقابلات التي أجرتها مع عدد من المشرعين الأميركيين البارزين، قد يجد الكونغرس صعوبة في تحديد من يصنّف بأنه "إرهابي محلي"، وأيضًا في استصدار قوانين جديدة لمواجهة هذا التهديد.
ونقلت المجلة عن مصادر مطلعة أن اقتحام مبنى الكونغرس دقّ جرس الإنذار لدى إدارة بايدن، مشيرة الى أن هذه الإدارة كانت قررت أصلًا جعل الموضوع من أهمّ الأولويات لدى مجلس الأمن القومي الأميركي.
كما نقلت المجلة عن المصادر نفسها أنه سيجري الاستعانة بأشخاص لديهم خبرة في مجال التطرف المحلي من أجل مساعدة المستشارين في مديرية مكافحة الإرهاب ووزارة الأمن الداخلي، وذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة على الأرجح.
واعتبرت المجلة أن التركيز المتزايد على هذا الموضوع يعكس مخاوف بايدن وفريقه إزاء ما حصل في مبنى الكونغرس.
واستبعدت المجلة أن تحصل تحوّلات جذرية أو فورية، إذ إن مجلس الأمن القومي ووزارة العدل لن يستطيعا تركيز المساعي على مواجهة الإرهاب المحلي قبل التطلع على أحدث المعلومات الاستخباراتية، ونقلت عن مصدر مطلع أن عملية انتقال السلطة لم توفر المعلومات المطلوبة في هذا الموضوع.
كما قالت المجلة إن هناك اختلافات بارزة حول كيفية الفصل ما بين الإرهاب المحلي والدولي في سياق كيفية التعاطي مع الموضوع.
وبحسب المجلة، يُطالب مشرّعون ديمقراطيون بمقاربة جديدة في كيفية التعاطي مع الإرهابيين المحليين، مشيرة الى دعوات لإنشاء لجنة مستقلة من أجل التحقيق في كيفية تعاطي الحكومة الأميركية مع الإرهاب والتطرف المحلي.
ونقلت المجلة عن النائب الديمقراطي جيم كليبورم المعروف بقربه من بايدن، أنه قد يتم الاعتراف أخيرًا بحجم الخطر الذي يشكله إرهاب الاستعلاء الأبيض، وأن بايدن يدرك أنه حان الوقت لذلك.
التطرف اليميني تحدٍّ لبايدن
من جهتها، قالت مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية إن تنامي التطرف اليميني سيكون من أبرز التحديات لإدارة بايدن.
وتحدثت المجموعة عن خليط من المجموعات العنصرية والميليشيات المُعادية للدولة وأصحاب نظريات المؤامرة، ورأت أن الأمور توّجت باقتحام مبنى الكونغرس، وحذّرت من أن هناك ما يدعو للقلق من احتمال حدوث المزيد من الهجمات من قبل اليمين المتطرف خلال عام ٢٠٢١ الحالي.
وأشارت المجموعة في هذا السياق الى أن لقاح كورونا على الأرجح سيكون متوفرًا بشكل كبير مع حلول أواخر الربيع أو أوائل الصيف، وبالتالي فإن قدرة الناس على التجمع عند "اهداف ناعمة" ستعطي فرصا جديدة لمن يريد ارتكاب أعمال العنف لم تكن متوفرة في عام ٢٠٢٠ الماضي.
ووفق المجموعة، انتخاب بايدن ونائبته كاميلا هاريس وكما انتخاب الرئيس السابق باراك أوباما، سيزيد من احتمال ارتكاب العنصريين البيض والمجموعات اليمينية أعمال العنف.
وحذّرت المجموعة من أن هذا الخطر قد يتفاقم إذا ما اتخذت خطوات سياسية اعتبرتها المجموعات اليمينية أنها تشكل تحديا وجوديا، مثل إصدار قوانين حول الإرهاب المحلي وتخفيف القيود في ملف الهجرة وتشديد القوانين المتعلقة بحيازة السلاح.
وفي الوقت نفسه تحدثت المجموعة عن ضرورة أن تستمر إدارة بايدن بمواجهة التحديات التي يشكلها "الإرهاب السلفي الجهادي" وتنظيمات مثل القاعدة وداعش واتباعهما حول العالم، وذلك بالتزامن مع تركيز المساعي على العنف اليميني المحلي.