الخليج والعالم
هل سيودي تطرّف الجماعات اليمينية بمستقبل الولايات المتحدة؟
مغادرة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب للبيت الأبيض لن توقف نشاط الجماعات اليمينية المتطرفة المؤيّدة له، إذ سيشكل هؤلاء التهديد الأساس خلال حقبة الرئيس المنتخب جو بايدن، ما يعني أن حربًا أهلية تلوح في الأفق مع استمرار التطرّف والعنف.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين وخبراء تحذيرهم من حركة متطرفين سيشمل نشاطها الولايات المتحدة بأكملها وستلجأ إلى العنف للاعتراض على شرعية الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك بعد ما قام به ترامب من تحريض لمناصريه.
المسؤولون والخبراء قالوا للصحيفة إن "هذه الحركة قد تستمر لأعوام للاعتراض على الانتخابات عبر ممارسة العنف"، مشيرة إلى "تحذيرات أطلقتها سلطات انفاذ القانون من أن المتطرفين قد يستخدمون الأسلحة النارية والمتفجرات، فيما تراقب هذه السلطات نشاط هؤلاء على الانترنت الذي يدعو إلى تنظيم التجمعات في مختلف المدن الأميركية".
وقالت الصحيفة إن "مكان وزمان "الهجمات المتابعة" (بعد اقتحام مبنى الكونغرس") ليس واضحًا، مرجّحة أن يستمر ويتنامى التطرف.
ولفتت إلى "تصريحات مدير الـ"اف بي اي" كريستوفر راي التي تحدث فيها عن "دردشة مثيرة للقلق" على الانترنت"، ونقلت عن مصدر في "الكونغرس" أن الـ"اف بي اي" ووزارة الأمن الداخلي الأميركية حذّرتا في "نشرة مشتركة" من أن هناك الكثير من الغموض في مخططات أنصار ترامب".
وتحدثت الصحيفة عن وجود مؤشرات تفيد أن هذه الجماعات تأخذ هي بنفسها زمام المبادرة في ظل غياب التوجيهات من ترامب.
"ديفانس وان": الولايات المتحدة ستكون أمام حرب أهلية
وفي سياق متصل، رأى الكاتبان مايكل هونزكر وكريستين جيرمان في مقالة نشرها موقع "ديفانس وان" أن "التوصيف الدقيق للتطرّف اليميني في الولايات المتحدة هو "مناهضة الدولة""، وأضافا أن "أحد العناصر الموحدة لصفوف هذا المعسكر هو الخوف من السلطة المركزية للدولة".
وأشار إلى أن "الفكر المناهض للدولة والذي يرى أن الحكومات تهدد حريات الأفراد إنما لديه تاريخ طويل في "الثقافة الاستراتيجية الأميركية".
وتابع الكاتبان أن "الكثير من هذه الجماعات تتخوّف من أن تخرجها التحولات السياسية والديمغرافية من العملية السياسية"، ولفتا إلى "ما يقال حول أن البيض سيشكلون قريبًا أقل من نسبة 50 % من سكان أميركا، ما سيدفع بهم إلى تبني مواقف متشددة في ملفات مثل الهجرة وغيرها".
وتحدثا عن مخاوف الجماعات اليمينية من "الإجماع التقدمي الناشئ" بين النخب في المناطق الساحلية وسكان المدن والناخبين الشباب والأقليات، وهو إجماع على أن سلطة الدولة يمكن أن تخدم المصلحة العامة وأن على الدولة أن تلعب دورا بارزا في ملفات مثل الزواج والتعليم وعمل قوات الشرطة".
وتوقع الكاتبان أن "يحصل المزيد من العنف لأن هذه الجماعات سترى أن أسلوب حياتها مهدد وان الوقت ليس لصالحها"، مشيرين إلى أن "بعض الجماعات أعربت عن استعدادها لخوض حرب أهلية".
وقال الكاتبان إنه "بعد النظر إلى التطرف اليميني على أنه حراك مناهض للدولة يصبح دور ترامب بدعمها أكثر وضوحًا"، مؤكديْن أنه "قام بتمكين و"تطبيع" الجماعات اليمينية ووجه دعوة لهذه الجماعات للانخراط علنًا بالعملية السياسية"
الكاتبان اعتبرا أن "رد فعل هذه الجماعات على هزيمة ترامب في الانتخابات يجب أن لا يكون مفاجئا، اذ إن خسارته تعني أنهم خسروا الصوت السياسي"، مشددين على أن "حالة الغضب التي سادت لدى هذه الجماعات لا تتعلق برغبتهم في تعيين ترامب كدكتاتور، بل يعود ذلك إلى أنهم يرون ان رئاسته ستساهم في تفكيك الدولة".
وبحسب الكاتبيْن، "لا يمكن لترامب السيطرة على الحركة اليمينية التي ساهم في إحيائها، فيما لا توجد حلول سريعة في التعاطي مع مثل هذه التحديات"، وهذا يعني أن التطرف اليميني لن ينتهي بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض".
وتحدث الكاتبان عن "ضرورة إعادة النظر في كيفية انتاج واستهلاك الإعلام، ومراجعة القوانين المتعلقة بخطاب الكراهية، ومراجعة أفعال وسياسات الشرطة والجيش، وذلك في ظل الوضع الراهن".