معركة أولي البأس

الخليج والعالم

ادلب إلى الواجهة من جديد.. هل يبدأ العمل العسكري بعد قمة سوتشي المقبلة؟
09/02/2019

ادلب إلى الواجهة من جديد.. هل يبدأ العمل العسكري بعد قمة سوتشي المقبلة؟

دمشق ـ علي حسن
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أمس الجمعة أنّ العملية العسكرية المحتملة في ادلب ستكون مُنظّمةً بشكل فعال إذا تمّت مؤكداً أنّ موسكو لن تسمح بوجود محميات للإرهاب في سوريا، ومشيراً إلى أنّ ادلب هي آخر منطقة عاملة بين مناطق خفض التصعيد الأربع التي جرى التأكيد على أنها تدبيرٌ مؤقت وليس دائماً منذ إنشائها عام 2017، مشدداً على أنّ ادلب جزءٌ لا يتجزأ من الدولة السورية وسيتم القضاء على الإرهاب فيها عاجلاً أم آجلاً، فيما قال نظيره التركي أيضاً سيادت أونال أنّ "وجود المتطرفين في ادلب لا يعتبر سبباً كافياً لشن هجوم شامل سيسفر عن تدفق اللاجئين ومقتل الآلاف وتخريب البنية التحتية حسب زعمه، مؤكداً أن هناك استفزازات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في ادلب.

إذاً؛ تعود ادلب إلى الواجهة من جديد قبيل عقد القمة الثلاثية لضامني مسار أستانة بأيام، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري كامل صقر رأى خلال حديث خاص له مع موقع "العهد" الإخباري أنّ "الوضع في ادلب يختلف عن باقي مناطق خفض التصعيد، فالمسألة مختلفة سياسياً ودولياً وميدانياً وديموغرافياً أيضاً فتعقيدات المشهد مختلفة فيها عن باقي سوريا، والحديث الروسي يُوصّف المعركة لجهتها الميدانية فقط و ليست لجهة الربط السياسي بمعنى أن معركة ادلب ستكون عمليةً منظمةً ودقيقة ميدانياً ودافع هذا التصريح الروسي هو الضغط على الأتراك و الأوروبيين بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية هناك مخاوف وحسابات كثيرة و دقيقة في المشهد المتعلق بهذه المنطقة"، وأوضح صقر لـ"العهد" بأنّ "الأتراك متورطون في ادلب وواقعون في مأزقٍ حقيقي رغم أنهم من صناع المشهد لكن أنقرة لديها مخاوف كبيرة الآن بعد سيطرة جبهة النصرة على معظم ادلب، وحديث نائب وزير الخارجية التركي عن أن سيطرة النصرة هذه ليست سبباً كافياً لشن عملية عسكرية روسية سورية، يُسوّقُ الإرادة التركية لإعادة هؤلاء الإرهابيين إلى بلدانهم"، مؤكداً أنّ " التصريح الروسي يأتي في إطار الضغط الزمني على الأتراك لدفعهم لخطوةٍ حقيقية نحو الحل في ادلب، ولكن الأتراك مُكبّلون وخياراتهم محدودة والجهد التركي لن يكون مجدياً بسبب ارتباط المسألة اليوم بالطرف الأوروبي بمعنى أنّ هناك آلاف الإرهابيين الأوروبيين في ادلب".

وأضاف صقر خلال حديثه لـ"العهد" أنّ " مسألة إعادة الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم هي المسألة الأصعب والأبرز، وإذا تحدثنا عن العمل العسكري للقضاء عليهم فذلك له نتائج أمنية وسياسية على تركيا و على بلدانهم التي لم تتخذ حتى اليوم أي قرار بوضعهم وتبدو المسألة مؤجلة استناداً لهذه الجزئية و لكن موسكو تتحدث عن أنها قادرة على القيام بعملية عسكرية منظمة لا تسمح لهم بتهديد أمن تركيا وأوروبا"، مؤكداً أنّ "موسكو تسحب حالةً من الهدوء السياسي للدول الأوروبية للعملية العسكرية في ادلب إن انطلقت بها مع الجيش السوري على الأقل للمرحلة الأولى".

وأكد كامل صقر في نهاية حديثه ل"العهد" أنّ " المسألة ستتبين على ضوء القمة المقبلة في سوتشي و على ضوء الاتصالات الروسية مع أوروبا للدفع باتجاه الإقرار بوجوب ضرب هؤلاء الإرهابيين الأوروبيين المتواجدين في ادلب وتحمل الدول الأوروبية للنتائج التي ستفرضها العملية العسكرية إن حصلت".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم