معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

رحيل آية الله مصباح اليزدي .. سيرة تنضح بالعلم والجهاد
01/01/2021

رحيل آية الله مصباح اليزدي .. سيرة تنضح بالعلم والجهاد

ارتحل إلى الملكوت الأعلى الفيلسوف الإسلامي عالم الدين الإيراني الكبير وعضو مجلس خبراء القيادة آية الله الشيخ محمد تقي مصباح يزدي عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد وفاته مساء اليوم الجمعة، في أحد مستشفيات طهران.

الراحل مؤسس مؤسسة الإمام الخميني (قدس سره) للتعليم والبحث العلمي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران وأحد أبرز علماء الدين الإيرانيين، ومن تلامذة المفسّر والفيلسوف الإسلامي السيد محمد حسين الطباطبائي.

ولد سماحته عام 1935 ميلادي في مدينة يَزْدْ، وسافر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسة العلوم الإسلامية، ثمّ اضطر للعودة إلى إيران بعد عام واحد واستقر في قم المقدّسة.

تفرّغ للدراسة والبحث والمطالعة حتى أكمل في مدّة أربع سنوات جميع مراحل المقدمات والسطوح حتى الرسائل والمكاسب؛ في حين أنّ إكمال هذه السطوح عادة ما يستغرق حوالي ثماني سنوات.

إضافة إلى متابعته الدروس الحوزوية، وبدافع محبّة العلم والبحث عن الحقيقة درس الشيخ محمد تقي بعض العلوم الحديثة مثل الفيزياء والكيمياء والفسيولوجيا واللغة الفرنسية.

رحيل آية الله مصباح اليزدي .. سيرة تنضح بالعلم والجهاد

رحيل آية الله مصباح اليزدي .. سيرة تنضح بالعلم والجهاد

تدريسه

بدأ الأستاذ مصباح اليزدي التدريس من مدرسة حقاني (المنتظرية)، بدأ هذا العمل بهدف تدريب القوى الفكرية والعقائدية، وتربية أشخاص ملتزمين وفاعلين لتشكيل الكادر المستقبلي للنظام الإسلامي والحكومة الإسلامية. قام بتدريس موضوعات قرآنية وتفسيرية وفلسفية في تلك المدرسة.

كما قام بتدريس كتاب “فلسفتنا” للشهيد الصدر “ره” ، وكتاب “بداية الحكمة” للعلامة الطباطبائي (ره) لمدة عشر سنوات في تلك المدرسة.

كما قام بتدريس كتب فلسفية مفصّلة مثل الأسفار الأربعة للمهتمين بهذه الدروس. فقد كانت هذه الفصول، في الواقع، المستوى التخصصي في الفلسفة.

وكذلك موضوع "الغرض من الإسلام والعلاقة بين الثورة الإسلامية والإسلام" من المباحث الأخرى التي ألقاها آية الله مصباح اليزدي بدعوة رسمية من جامعة نيويورك في الولايات المتحدة.

بعد توقف دروس الإمام الخميني الراحل(ره) بسبب نفيه إلى خارج ايران، تصدّى سماحته لإجراء دراسات متعدّدة في المباحث الاجتماعية في الإسلام منها بحث الجهاد، كذلك القضاء والحكومة الاسلامية.

وكان لسماحته حضور فعّال أيضًا فى ساحة المواجهة مع النظام البهلوي البائد تمثّلت في التعاون مع الشهيد بهشتي والشهيد قدوسي والراحل الشيخ هاشمي الرفسنجاني، وخلال ذلك قام بإصدار نشرتي (البعثة) و(الإنتقام) حتّى أنّه كان متصديًا لشؤون الطباعة والتوزيع للإصدار الثاني.

قام برفقة آية الله جنتي، والشهيد بهشتي والشهيد قدوسي بإدارة مدرسة المنتظرية للعلوم الدينية بقم المقدسة وألقى فيها دروساً فى علم الفلسفة، علم الأخلاق، وعلوم القرآن لمدة (10) سنوات.

رحيل آية الله مصباح اليزدي .. سيرة تنضح بالعلم والجهاد

رحيل آية الله مصباح اليزدي .. سيرة تنضح بالعلم والجهاد

بعد انتصار الثورة الإسلامية العظيمة في إيران اختير الشيخ المصباح عضواً فعّالاً في اللجنة الثورية الثقافية، وشارك في فعاليَّات تأسيس مكتب التنسيق بين الحوزة والجامعة، وإصلاح نظام الحوزة العلمية، وقد قام بتشجيع من الإمام الخميني بتأسيس مؤسّسة باقر العلوم العلمية التحقيقية، ثم بتأسيس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي. وشغل الشيخ مصباح اليزدي قبل وفاته منصب رئاسة مؤسسة الإمام الخميني المذكورة، ورئاسة المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت، وعضوية جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية بمدينة قم إلى جانب عضوية المجلس الأعلى للثورة الثقافية.

انتخب عام 1990 نائبًا عن محافظة خوزستان في مجلس خبراء القيادة، كما انتخب مؤخراً نائبًا عن أهالي طهران فى المجلس المذكور.

له مؤلفات وكتب عديدة في الفلسفة الإسلامية والمقارنة والإلهيات والأخلاق والعقيدة الإسلامية.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم