الخليج والعالم
وكالات الولايات المتحدة الحكومية تحت رحمة القراصنة
فتحت السلطات الأميركية يوم أمس تحقيقًا في هجوم إلكتروني طال وكالات حكومية، قد تكون له تداعيات مدمّرة على الأمن القومي الأميركي، باعتباره شمل إدارة الترسانة النووية ووزارة الطاقة وشركة "مايكروسوفت" و 3 ولايات.
وأعلنت لجنتا الرقابة والإصلاح والأمن الداخلي بمجلس النواب الأميركي، أنهما فتحتا تحقيقًا في الهجوم الإلكتروني الذي طاول وكالات حكومية.
وقال رئيسا اللجنتيْن كارولين مالوني وبيني طومسون إنه "بينما تستمرّ التحقيقات الفيدرالية في القضية، فإنّ هذا الاختراق الإلكتروني الأخير قد تكون له "تداعيات مدمّرة" على الأمن القومي الأميركي".
وطلبت اللجنتان من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" كريستوفر راي، والقائم بأعمال وزير الأمن الداخلي تشاد وولف، تزويد اللجنة بأي تقييمات للأضرار الناجمة عن هذا الهجوم، بما في ذلك التحليلات الموقتة، في أقرب وقت ممكن عمليًا.
كما طالبتا ببيان سري موجز في هذا الشأن، اليوم الجمعة.
بايدن: حملة التسلّل الإلكتروني مبعث قلق كبير
من جانبه، وصف الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يوم أمس الخميس، حملة التسلّل الإلكتروني التي استهدفت شبكات الحكومة في الآونة الأخيرة، بأنها مبعث "قلق كبير"، وتعهد بالتحرك سريعًا للردّ عليها بمجرد توليه الرئاسة الشهر المقبل.
الترسانة النووية الأميركية
موقع "بوليتكو" نقل عن مسؤولين أميركيين، تأكيدهم أنّ الإدارة الوطنية للأمن النووي اختُرِقَت خلال الهجمات الإلكترونية الأخيرة، لافتين إلى أنّ هناك أدلة على أنّ القراصنة اخترقوا شبكات إدارة الترسانة النووية.
ووفقًا للمجلة، قال مسؤولون أميركيون إنّ القراصنة ألحقوا ضررًا بالهيئة الفدرالية لتنظيم الطاقة، أكثر من باقي الوكالات"، مشيرين إلى أنّ المسؤولين هناك لديهم أدلة على نشاط ضارّ للغاية، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وزارة الطاقة الأميركية
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الطاقة شايلين هاينز، إنّ القراصنة لم يصلوا بعد إلى أنظمة الدفاع المهمة، مضيفة أنه "في التحقيق الحالي، علمنا أنّ البرامج الضارة قد تم عزلها عن شبكات الأعمال، ولا تؤثر على وظيفة الأمن القومي للوزارة، بما في ذلك إدارة الأمن النووي".
بموازاة ذلك، ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أنّ وكالة الأسلحة النووية الأميركية، وثلاث ولايات على الأقل، تمّ اختراقها، كجزء من الهجوم السيبراني الذي استهدف عددًا من الوكالات الحكومية الفدرالية، وفق ما أكد مسؤولون مطلعون على المسألة، ما يشير إلى توسيع نطاق واحدة من أكبر عمليات اختراق الأمن السيبراني في الذاكرة الحديثة"، على حد تعبير الوكالة.
وقال مصدران مطلعان على التحقيق الحكومي الأوسع في الهجوم لـ"بلومبيرغ" إنّ "ثلاث حكومات ولايات تم اختراقها، إلا أنهما لم يحدّدا الولايات"، فيما أكد مصدر ثالث مطلع على التحقيق اختراق حكومات ولايات، من دون تحديد عددها.
الهجوم السيبراني على واشنطن: أسرار عميقة قد تكون سُرقت
كذلك قالت وزارة الأمن الداخلي في نشرة لها إنّ المتسللين استخدموا أساليب أخرى إلى جانب تحديثات خبيثة لبرمجيات "سولارويندز"، التي تستخدمها مئات الآلاف من الشركات والوكالات الحكومية.
"مايكروسوفت"
من جهتها، قالت شركة "مايكروسوفت" إنها "اكتشفت برمجيات خبيثة في أنظمتها على صلة بهجوم إلكتروني واسع النطاق، كشف عنه مسؤولون أميركيون هذا الأسبوع، مما يضيف هدفا تكنولوجيا كبيرا إلى قائمة متزايدة من الوكالات الحكومية التي تعرضت للهجوم.
وتستخدم "مايكروسوفت" برمجيات "أوريون"، وهي برمجيات لإدارة الشبكات تستخدم على نطاق واسع من إنتاج شركة "سولارويندز"، والتي استخدمت في الهجمات التي يشتبه بأنها روسية على وكالات حيوية أميركية وأهداف أخرى.
وقال متحدث باسم الشركة "إننا مثل عملاء "سولارويندز" الآخرين، كنا نبحث بنشاط عن دلائل على وجود هذا الفاعل"، مؤكدًا رصد برمجيات خبيثة مرتبطة ببرمجيات "سولارويندز" وأن "مايكروسوفت" قامت بعزلها وحذفها، وأضاف أن الشركة لم تجد ما يدل على أن "أنظمتنا قد استخدمت لمهاجمة آخرين".
وبحسب وكالة "رويترز"، قال أحد المطلعين على حملة الاختراق الإلكتروني إن "المتسللين استغلوا خدمات "مايكروسوفت" السحابية بينما تجنبوا البنية التحتية للشركة".
ولم ترد "مايكروسوفت" على أسئلة "رويترز" بخصوص هذا الأسلوب، غير أنّ مصدرًا مطلعًا آخر قال إن "وزارة الأمن الداخلي لا تعتقد بأنه جرى استخدام "مايكروسوفت" كوسيلة رئيسية لنشر العدوى".