الخليج والعالم
الجعفري: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أداة تستخدمها أمريكا
طالبت سوريا الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رفض تسييس المنظمة وتحويلها إلى أداة ضمن لعبة جيوسياسية تقودها أمريكا وحلفاؤها، مؤكدةً وجوب إخراج ملف الكيميائي من دائرة الألاعيب السياسية والتضليل الإعلامي بعد إيفاء سوريا بكل الالتزامات المترتبة على انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أداة في لعبة جيوسياسية
وأشار نائب وزير الخارجية والمغتربين - مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو حول الوضع في سوريا، إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحولت فيما يخص ملف الكيميائي في سوريا إلى أداة في لعبة جيوسياسية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، وإلى أداة لممارسة الضغوط واستهداف بلاده خدمة لأجندات معادية.
وشدَّد الجعفري على التزام سوريا بكل ما يترتب عليها بموجب انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013، رغم الجداول الزمنية التي وضعتها المنظمة والأوضاع الصعبة التي كانت تمر بها البلاد خلال تلك المرحلة.
وأوضح أنَّ سوريا أنجزت كل ما طُلب منها وتعاونت بشكل كامل مع الأمانة الفنية للمنظمة وفرقها باعتراف المنظمة ومديرها العام، لافتًا إلى أنها قدَّمت قبل أيامٍ كل التسهيلات والتعاون لـ "فريق تقييم الإعلان" الذي زار سوريا مؤخراً ولفريقٍ آخر غادرها في 24 الشهر الماضي.
سوريا دمرت كامل مخزونها الكيميائي باعتراف المنظمة
وأكَّد الجعفري أنَّ الأمانة الفنية للمنظمة اعترفت في تقاريرها الموثَّقة بأن سوريا نفَّذت ما التزمت به ودمرت كامل مخزونها الكيميائي ومرافق الإنتاج الـ 27، مُضيفًا "سوريا لم تستخدم أسلحة كيميائية والتزمت ولا تزال بالتعاون مع منظمة الحظر وأمانتها الفنية وفريق تقييم الإعلان لتسوية جميع المسائل العالقة بما يتيح إغلاق هذا الملف بشكل نهائي في أقرب وقت ممكن وإخراجه من دائرة الألاعيب السياسية والتضليل الإعلامي".
وكانت قد أعلنت رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة الحظر في سوريا - الوزيرة الحالية في الحكومة الهولندية سيغريد كاغ، أن سوريا نفَّذت التزاماتها كاملة، وذلك أمام مجلس الأمن والمنظمة عام 2014، بينما أخلَّت الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة بوعودها سعياً منها لتحقيق أجنداتها السياسية عبر استخدام المنظمة أداة لها.
وبين الجعفري أن سوريا قدمت تقريرها الشهري الـ 84 منتصف الشهر الماضي إلى الأمانة الفنية للمنظمة حول النشاطات المتصلة بتدمير الأسلحة الكيميائية ومنشآت إنتاجها عن الفترة ما بين الـ16 من تشرين الأول والـ15 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضيين.
كما أكدت اللجنة الوطنية السورية لتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية مجدداً استعدادها لمتابعة الاجتماعات الفنية والمشاورات مع الأمانة الفنية لمنظمة الحظر لحل المسائل المعلقة وفق ما تم الاتفاق عليه سابقاً، والتزام سوريا التام بالتعاون مع الأمانة الفنية في إطار الحوار المنظم الهادف إلى حل جميع تلك المسائل والذي أدى إلى إحراز تقدم كبير في العمل على عدد منها وأصبحت جاهزة للإغلاق.
وتابع الجعفري "سوريا رحبت بزيارة فريق التفتيش التابع لمنظمة الحظر لإجراء جولة التفتيش السابعة على مركز الدراسات والبحوث العلمية في برزة وجمرايا، وكذلك فريق المنظمة المكلف إزالة أجهزة المراقبة عن بعد من أربعة مرافق استناداً لقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المؤرخ في 24-7-2014 والقاضي بإزالة هذه الأجهزة بعد مضي خمس سنوات على تركيبها".
يُذكر أنَّ فريق التفتيش أجرى الشهر الماضي جولة التفتيش السابعة على المركز وقدمت اللجنة الوطنية السورية كامل التسهيلات للفريق وتعاونت معه بشكل تام لإنجاز مهمته على أكمل وجه وقد أقر رئيس فريق التفتيش خلال الاجتماع الختامي بأن فريقه استطاع القيام بكل الزيارات التي طلب تنفيذها وأعرب عن شكره لسوريا على التعاون والدعم المقدمين أثناء الزيارة.
في المقابل، تواصل بعض الدول الغربية وبالرغم من تعاون سوريا مع منظمة الحظر وفرقها سياسة التشكيك في الإعلان السوري وبتعاون سوريا مع الأمانة الفنية وتقديم صورة غير صحيحة حول تعاونها مع فريق تقييم الإعلان والإغفال المتعمد للتقدم الذي تم إحرازه حتى الآن لإبقاء هذا الملف مفتوحاً.
واتهم مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة فرنسا بتبادل الأدوار بين الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بنص مشروع القرار الأمريكي إلى الأمانة الفنية في المنظمة والذي سبق أن وزعته واشنطن سراً على البعثات المعتمدة لدى المنظمة في لاهاي، كذلك عمدت هولندا أيضاً إلى تقديم مشروع قرار مسيس بامتياز إلى الجمعية العامة تحت عنوان "التعاون بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية" وهو المشروع الذي يتناول سوريا فقط ويخصها بأربع فقرات من أصل تسع فقرات في المشروع.
الدول الغربية تواصل دعم التنظيمات الإرهابية
الجعفري أكَّد أن الدول الغربية التي تدعي زيفاً حرصها على الشعب السوري تواصل دعم وحماية التنظيمات الإرهابية المسؤولة عن معاناة شعبه، مذكراً بفضيحة تورط هولندا بعد اعتراف رئيس وزرائها مارك روته مؤخراً أنه تدخل شخصياً لعرقلة تحقيقات برلمانية في توفير حكومته ملايين الدولارات لنحو 22 مجموعة إرهابية بينها ما تسمى "الجبهة الشامية" المصنفة إرهابية حتى من قبل مؤسسات هولندية.
كما سبق لوزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك أن طالب بوقف التحقيقات معتبرًا أنها "ستؤدي إلى مشكلات كبيرة من حيث كشف أمور بالغة السرية وإلى إحراج الحلفاء الذين ستطالهم التحقيقات الهولندية بالضرورة"، علماً أن هولندا هي الدولة الأوروبية الثانية بعد بلجيكا التي كان لها النصيب الأكبر من عدد الإرهابيين الذين توجهوا للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق.
وفي السياق، قال الجعفري أنَّ "وكالة الاستخبارات الهولندية أقرَّت في شباط /فبراير2017 أنها تتعامل مع عشرات الأطفال الهولنديين الذين سافروا مع ذويهم أو من دونهم إلى مناطق انتشار تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، وتلقوا تدريبات عسكرية على يد التنظيم الإرهابي".