الخليج والعالم
كيف دمرت سياسة نتنياهو أسس العلاقات مع الولايات المتحدة؟
أثار موقف رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو تجاه فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية انتباه صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، التي وصفت ردّة فعله "بـ"الوقحة والحاقدة".
وفي التفاصيل، أشار الكاتب جاكسون ديهيل في مقاله نشرتها الصحيفة إلى أن "نتنياهو انتظر حتى اليوم التالي لإعلان فوز بايدن ليوجه تهنئته الرسمية، وتأخر في ذلك مقارنة مع دول أخرى تعد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة"، لافتا إلى أن "مصطلح "الرئيس المنتخب" غاب عن تغريدة نتنياهو، ولم يعترف فيها بشكل واضح بفوز بايدن"
وذكر أن "تغريدة نتنياهو التي أعرب خلالها عن شكره للرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، جاءت بعد اقل من ربع ساعة من تغريدته المهنئة لبايدن".
وتابع الكاتب أن "نتنياهو تبنى موقفا حادا ضد أحد التعهدات التي تقدم بها بايدن على صعيد السياسة الخارجية، وهو التعهد المتعلق بإعادة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي مع إيران"، مشيرا إلى وقوف كيان العدو خلف اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.
ووصف الكاتب عملية الاغتيال هذه بـ"العمل الاستفزازي"، محذرًا من انها "لن تبطئ أنشطة إيران النووية بل قد تسرعها، بما في ذلك أنشطة تخصيب اليورانيوم"، مشددا على أن "الاغتيال قد يخرب مساعي بايدن لإعادة إحياء العمل الدبلوماسي مع طهران".
الكاتب رأى أن "نتنياهو بدأ يستعد لفوز بايدن قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية"، مشيرًا إلى أن "لجنة حكومية إسرائيلية وافقت على بناء 2260 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وذلك في 14 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واغلبية هذه الوحدات تقع داخل "الدولة الفلسطينية التي يدعمها بايدن بقوة""، على حد قوله.
وتحدث الكاتب عن "تبني نتنياهو استراتيجية حيال الولايات المتحدة لم يسبق أن اتبعها أي مسؤول خارجي"، موضحا أن "هذه الاستراتيجية تقوم على الاصطفاف بشكل فاضح مع الحزب الجمهوري، والعمل على تقويض الرؤساء من الحزب الديمقراطي، والتعويل على دعم الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس"، مع الإشارة إلى أن الكونغرس هو من يوافق على المساعدات السنوية التي تقدم لكيان العدو.
وبحسب الكاتب، اصطفاف نتنياهو مع الحزب الجمهوري أدى إلى تآكل الدعم المقدم للكيان (ولنتنياهو نفسه) لدى أنصار الحزب الديمقراطي، مستشهدا بـ"استطلاعات تعود الى العام 2015 أظهرت أن نسبة 19٪ فقط من أنصار الحزب الديمقراطي لديهم نظرة إيجابية تجاه نتنياهو، مقابل 50٪ لديهم نظرة غير إيجابية".
ولفت إلى "استطلاعات تعود إلى العام 2019 الماضي أظهرت أن 14 % من أنصار الحزب الديمقراطي فقط لديهم نظرة إيجابية تجاه نتنياهو، مقابل 52% لديهم نظرة غير إيجابية، مشيرا إلى أن الاستطلاعات نفسها (التي تعود الى العام الماضي) أفادت أن نسبة 25% فقط من أنصار الحزب الديمقراطي يعتبرون أن كيان العدو هو حليف للولايات المتحدة.
وختم الكاتب مرجحًا أن "يحظى بايدن بدعم قوي من أنصار حزبه في حال اختار مواجهة نتنياهو"، معتبرا أن "استراتيجية نتنياهو الحقت ضررا مستمرا بأسس العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"".