الخليج والعالم
هل يكون البرنامج النووي الإيراني آخر معارك ترامب؟
رأى الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناتيوس أن ثمة رسائل متبادلة بين الولايات المتحدة وإيران في الأيام الأخيرة، وقال "مع غروب الشمس على رئاسة دونالد ترامب، فإن أحد الأعمال الخطرة التي لم تنته بعد هو برنامج إيران النووي، وخلال الشهرين المقبلين يجب أن تعمل الرؤوس الباردة لتجنب الكارثة".
إغناتيوس لفت إلى إرسال قاذفات أميركية من طراز "B-52" الى منطقة الشرق الأوسط، وإلى أن القيادة الوسطى في الجيش الأميركي أعلنت في بيان أن الخطوة هذه تهدف الى "ردع العدوان وطمأنة الشركاء والحلفاء".
كما نقل الكاتب في السياق نفسه عن ثلاثة مسؤولين أميركيين ترجيحهم أن يتم إرسال حاملات طائرات الى منطقة الخليج، وذلك تحسبًا لحصول أحداثٍ "غير متوقعة".
وبينما قال الكاتب إن رسالة "البنتاغون" الى إيران تبدو تحذيرية وليست تهديدًا، أردف أن المواجهة حول برنامج إيران النووي تلوح في الأفق.
وأضاف الكاتب ان إيران من جهتها توجه رسائل بثبات موقفها، وفي الوقت نفسه تقول إنها مستعدة لإعادة إحياء الدبلوماسية مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
وتابع إغناتيوس: "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي أكد أن هناك تهديدًا محتملًا لبرنامج طهران النووي بحجة ما ورد في التقرير عن قيام إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، كذلك لفت الى ما جاء في التقرير عن قيام إيران بزيادة عديد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة من اجل "تسريع التخصيب".
وفي المقابل، أشار الكاتب الى تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التي قال فيها ان إيران ستعود الى بنود الاتفاق النووي في حال عادت الإدارة الأميركية الجديدة الى هذا الاتفاق.
الكاتب رأى أن "الصقور المعادين لإيران في الولايات المتحدة و"إسرائيل" يرون ان النافذة تضيق لتوجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني"، ورجح أن يكون رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وبعض "المتشددين" في إدارة الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب من بين الداعمين لتوجيه ضربة لإيران، مضيفًا ان نتنياهو دائما ما يقول إن ملف إيران النووي يمثل قضية وجودية بالنسبة لـ"إسرائيل"، وإن فرصة توجيه الضربة القاضية قد تنتهي بتاريخ عشرين كانون الثاني/يناير (موعد تنصيب بايدن).
وأشار الكاتب الى ما قاله نتنياهو عن ضرورة عدم العودة الى الاتفاق النووي واتباع سياسة تضمن عدم قيام إيران بإنتاج أسلحة نووية، وذلك خلال كلمة له الأسبوع الماضي.
عقب ذلك، لفت الكاتب الى التقارير الإعلامية التي نشرت قبل أسابيع عن مشاورات اجراها ترامب مع مستشاريه حول توجيه ضربة لإيران، وذلك على ضوء التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبينما لفت الكاتب الى أن ترامب قرر في النهاية عدم المضي بتوجيه الضربة، نقل عن المسؤولين أن المسألة لم تنته بعد.
وتابع الكاتب أن الضباط العسكريين الكبار في كل من الولايات المتحدة و"إسرائيل" يعارضون مهاجمة إيران، كما نقل عن مسؤول دفاعي أميركي سابق أن نظرية توجيه ضربة محدودة ضد منشآت إيران النووية تعكس الحماقة، وأردف أن أجهزة الاستخبارات الأميركية من جهتها تنبّه الى أن إيران تحتاج عدة أشهر قبل أن تقدر على تجهيز القنبلة.
كذلك أضاف الكاتب ان مصادر مطلعة تشدد على أن ترامب لا يريد نزاعًا جديدًا في الشرق الأوسط، اذ إن ذلك سيقوض ارثه بإنهاء الحروب في هذه المنطقة، غير ان الكاتب نبه في الوقت نفسه الى أن ترامب يرى في المقابل أن تشديد الخناق على برنامج إيران النووي يعتبر من أهمّ القضايا بالنسبة له، وبالتالي سيرغب على الأرجح بتكثيف الضغوط على طهران قبل مغادرته.
وقال الكاتب إن المواجهة مع إيران هي الورقة المجهولة على صعيد الامن القومي، وإن احتمال حصول "ضربة أميركية أو إيرانية" يبقى قائمًا.
وفي الختام، حذر الكاتب من إشعال حرب خاصة في ظل الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة ومع اقتراب تسلم إدارة اميركية جديدة للحكم.