الخليج والعالم
زيارة بومبيو للجولان.. الدعم الأميركي المطلق للكيان الصهيوني
دمشق - علي حسن
توضح التجارب السابقة أنّه مهما تغيرت الإدارات الأمريكية، إلا أنّ الشيء الوحيد الثابت هو دعمها المطلق لكيان العدو الصهيوني الغاصب؛ فزيارة بومبيو للجولان السوري المحتل لا تفرق عن كونها زيارة لوزير الخارجية الأمريكي الجديد بعد نهاية عهد الرئيس ترامب، و من يُعوّل على تراجع بايدن عن اعتراف سلفه بسيادة الكيان على القدس والجولان كمن يُعوّل على وقف تطبيع العرب معه، إذ إنّ ساكني البيت الأبيض من أولهم وحتى وصول ترامب لم يوقفوا إمداد الكيان ليبقى محتفظاً كل السنين الماضية باحتلاله للجولان، ولا شيء سيعيده كما أرض فلسطين سوى المقاومة والتحرير.
المحلل الاسترتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة في حديث لموقع العهد الإخباري يرى أنّ الإدارات الأمريكية السابقة كانت داعمةً للكيان الصهيوني ليحتل كل أرض فلسطين والجولان رغم بعض مواقفها اللفظية المعاكسة لذلك، مضيفًا أن" ما جاء في كلام بومبيو خلال زيارته للجولان المحتل غير منطقي، وتصريحه عن تأثير الجولان على أمن الكيان الصهيوني غير واقعي خصوصاً وأن هناك إسرائيليين يساريين قالوا ذلك، ودور العازل الجغرافي من أجل أمن الكيان لا يمنع الصواريخ والصواريخ البالستية طويلة المدى وبالتالي لن يكون هناك حفظ لأمن الكيان، وحسب ما هو شائع بالنسبة لأولئك الإسرائيليين اليساريين لن يكون دون سلام شامل، أما حديثه عن الخطر على الغرب فلا يقل غرابة عن حديث جورج بوش سابقاً الذي كان يرى الخطر على أمريكا في أماكن بعيدة عنها جغرافياً".
وأضاف الدنورة لـ"العهد" قائلاً: "زيارة بومبيو لكسب ود اللوبي الصهيوني في أمريكا، وباعتقادي أيضاً إنّ وراءها سببا عقائديا فالجميع يعلم أنّ ترامب وبومبيو ينتميان إلى تيار متشدد داعم للصهيونية وهذا التيار قوي جداً في السياسة الأمريكية الداخلية ودائماً يحاول هذا التيار أن يكسب الكنائس إلى جانبه، وهذا التوجه يقتضي دائماً تدعيم وجود الكيان الإسرائيلي، والقدس والجولان هامان جداً في رؤية هذا التيار ولذلك ترامب وبومبيو ينفذان رؤية إيديولوجية أكثر من أن تكون شكلاً من أشكال العمل السياسي".
بومبيو قال إنّ: "قرار ترامب بالاعتراف بسيادة الكيان على الجولان يحظى بأهمية تاريخية"، وهذا الاعتراف أتى بعد عدم تجرؤ من سبقه من رؤساء أمريكا على ذلك، وهنا يشير الدنورة خلال حديثه لـ"العهد" الى أنّ " اعتراف أمريكا من عدمه لم يكن يوماً عنصراً في هذا الموضوع، إذ إنّ رفض أمريكا مسبقاً لم يتعدَّ الجانب الشكلي، فعندما كانت حرب تشرين التحريرية قائمة كانت أمريكا تمد الكيان الصهيوني بكل شيء لكي يحافظ على احتلاله للجولان وبالتالي عدم الاعتراف لم يتعدَّ المواقف الشكلية واللفظية، وأما من جهة الفعل فهناك حماية كاملة لهذا الاحتلال وبالتالي لم يتغير شيء بإعلان ترامب سوى أن الموقف صار على رؤوس الأشهاد".
وأكد الدنورة في نهاية حديثه لـ"العهد" الإخباري: "و من هذه الرؤية فإنّ التجارب السابقة تعطي مؤشراً أنه ليس هناك رئيس أمريكي يمكن أن يتراجع بشيء لمصلحة الكيان الصهيوني، وبالتالي لا يتوقع أن يغير بايدن من الأمر شيئاً وتصريحاته تشير إلى ذلك، إذ قال مرة إنّ الصهيونية لا بد منها وهذا يعني أنّه لا يوجد تباطؤ بوتيرة الدعم العلني للكيان الصهيوني الذي قدمه ترامب في إدارة بايدن ولا يُعوّل على أي تغيير جوهري في سياساته تجاه الجولان".