الخليج والعالم
كيف سيكون مشهد علاقات أميركا الدولية اذا تولّى بلينكن وزارة الخارجية؟
تحدثّت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن التبعات المحتملة لاختيار انطوني بلينكن لمنصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، وتحديدا على صعيد العلاقات الدولية مع الصين وروسيا ومنطقة الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن بلينكن سيسعى إلى إنشاء تكتل مع "شركاء أميركا" لمنافسة مع الصين"، مذكرة بما قاله خلال منتدى نظمه معهد "هادسون" في تموز/يوليو الماضي عن أن "التعاون مع الدول الأخرى قد يساعد في التنافس مع الصين من خلال اعتماد المساعي الدولية في مجالات مثل التجارة والاستثمار التكنولوجي وحقوق الانسان، بدلًا من إجبار الدول على ان تختار ما بين واشنطن وبكين".
ورجّحت الصحيفة أن ذلك يعني أنه "يسعى إلى توطيد العلاقات مع الهند ومنطقتي المحيطين الهندي والهادئ عمومًا"، لافتة إلى أن "إدارة بايدن قد تسعى إلى تكثيف دورها في افريقيا، لمنافسة الاستثمارات الصينية في القارة السمراء".
الصحيفة لفتت إلى ما قاله بلينكن مؤخرًا عن سعيه إلى الانخراط مع الصين في ملفات عدة كملف "الحد من التسلح" وتحقيق الاستقرار الاستراتيجي من خلال تمديد معاهدة "نيو ستارت".
وذكرت أن "بلينكن تبنى موقفًا أكثر عداءً لروسيا خلال الفترة الأخيرة، واقترح الاستفادة من "عدم ارتياح" روسيا حيال اعتمادها على الصين، وذلك خلال مقابلة إعلامية أجراها مؤخرًا"، مؤكدة أنه "قال خلال المقابلة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد ان يخفف من مدى اعتماد موسكو على بكين".
وبحسب الصحيفة، "يعمل بلينكن مستشارًا لبايدن منذ قرابة عشرين عامًا، حيث كان من كبار معاونيه في مجلس الشيوخ ومستشار بايدن للأمن القومي عندما كان الأخير يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي خلال حقبة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما"، مضيفة أن "بلينكن ساهم في السياسة الأميركية التي اعتُمدت خلال التطورات التي شهدها الشرق الأوسط عندما كان مستشار الأمن القومي لبايدن".
وأشارت إلى أن "بلينكن كان قد رجح عدم تخصيص الكثير من الموارد والوقت للشرق الأوسط بسبب انشغال الولايات المتحدة بملفات أخرى، وساهم في إعداد الطرح الذي كان قد قدمه بايدن الى مجلس الشيوخ الاميركي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تقوم على "الحكم الذاتي"، مؤكدة أنه "قام بدور أساسي في مساعي انشاء ما يسمى بـ"التحالف الدولي" ضد داعش خلال حقبة اوباما".
ونقلت الصحيفة عن المصادر توقعها أن يختار بايدن المدعو جيك سوليفان، الذي كان من معاونيه سابقا وشغل منصب مستشاره للأمن القومي خلال حقبة أوباما (خلفاً لبلينكن)، لتولي منصب مستشار الامن القومي، لافتة إلى أن "سوليفان كان من كبار مستشاري هيلاري كلينتون عندما كانت الأخيرة وزيرة للخارجية خلال ولاية أوباما الأولى".
بدورها، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "بايدن اختار بلينكن لمنصب وزير الخارجية"، مشيرة إلى أنه "سبق وان دعم التدخل في دول خارجية، حيث كان من داعمي التدخل في كل من سوريا وليبيا (في وقت كان فيه بايدن من الرافضين للتدخل في ليبيا)".