الخليج والعالم
"نيويورك تايمز": السعودية تتلاعب بكوشنر
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن محادثات "خاصة وغير رسمية" جرت بين جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الاميركي من جهة وولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جهة اخرى، وذلك منذ الأشهر الأولى لتولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى العلاقات الوطيدة التي تجمع ابن سلمان بكوشنر، ونقلت عن ثلاثة مسؤولين اميركيين سابقين، قولهم إن "انعدام خبرة كوشنر في المجال السياسي، قد يجعله "قابلاً للتلاعب" من قبل السعوديين في هذه الاتصالات"، وأضافوا انه "على الرغم من فرض اجراءات تنص على مشاركة موظفي مجلس الامن القومي باي اتصالات مع زعماء اجانب، إلا ان المحادثات الخاصة استمرت بين كوشنر وابن سلمان". كما نقلت عن مسؤولين أميركيين اثنين سابقين ومصدرين اثنين آخرين مطلعين ان "هذا التواصل استمر بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول".
الصحيفة نقلت عن مصادر مطلعة ان كوشنر بات المدافع الاول عن ابن سلمان داخل البيت الابيض، في ظل الهجوم الذي يواجهه ابن سلمان اثر مقتل خاشقجي واستنتاج أجهزة الاستخبارات الاميركية بانه أمر بتنفيذ عملية القتل.
وتابعت الصحيفة ان "العلاقات بين كوشنر وابن سلمان لم تأت من فراغ. وبحسب الوثائق ورسائل البريد الالكتروني، فقد انشأ ابن سلمان ومستشاروه هذه العلاقة لمدة اكثر من عامين"، وأردفت ان وفداً سعودياً مقربا من ابن سلمان زار الولايات المتحدة في الشهر نفسه الذي انتخب فيه ترامب، وعاد حاملاً معه تقريرا يصف كوشنر بانه "نقطة محورية" في المساعي السعودية للتودد من إدارة ترامب".
كما أضافت ان "السعوديين حاولوا ان يقدموا انفسهم على انهم حلفاء "أساسيون" قادرون على مساعدة إدارة ترامب على تنفيذ وعودها، مشيرة إلى ان "السعوديين قدموا عروضات عدة، منها المساعدة بحل ما اسمته "الخلاف" بين كيان العدو الصهيوني والفلسطينيين، كما عرضوا تقديم مئات مليارات الدولارات لشراء أسلحة أميركية والاستثمار بالبنية التحتية الاميركية".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي سابق عمل في قضايا الشرق الاوسط مارتن إنديك، قوله إن "العلاقات بين كوشنر وابن سلمان "تشكل أساسا لسياسة ترامب ليس حيال السعودية فحسب، بل تجاه المنطقة باكملها".
وقالت إن "المستثمر الاميركي من أصل لبناني توم باراك المعروف بعلاقته الوطيدة مع ترامب وحكام دول الخليج، سعى خلال حملة ترامب الانتخابية إلى اجراء ترتيبات لـ"تتعرف" الأطراف الخليجية على كوشنر، لافتة إلى "تواصل حصل بين "باراك" والسفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة عبر البريد الالكتروني خلال العام 2016 اعرب فيه الأخير عن شكره لباراك لقيادته هذه المساعي.
التقرير نقل عن ثلاثة مصادر مطلعة انه "عندما حان وقت تنصيب ترامب، فإن كوشنر اشار الى ان "السعودية تحت قيادة ابن سلمان يمكن ان تلعب دورا محوريا بما يسمى "صفقة السلام بالشرق الاوسط"، ونقل عن مصدر آخر ان كوشنر قال وقتها ان "الصفقة" هذه ستكون "إرث" ترامب.
الصحيفة قالت ان الوعود السعودية لاميركا لم تحقق كثيراً على ارض الواقع، وان فاعلية "مركز مكافحة الارهاب" في الرياض تبقى "موضع شك". واردفت ان "السعوديين وبعدما عرضوا مبلغ 50 مليار دولار لشراء الاسلحة، لم يقوموا سوى بالتوقيع على "رسائل نوايا" من دون اي صفقات "ثابتة".
وتابعت انه "بعد ان اقترحت السعودية انفاق مبلغ يصل الى 100 مليار دولار لاستثماره في البنية التحتية الاميركية، اعلنت عن استثمار مبلغ 20 مليار دولار فقط".
في المقابل، نقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة ان "كوشنر يواصل حديثه حول ضرورة وقوف ترامب إلى جانب ابن سلمان كون الأخير يملك "دورا اساسيا" في رسم استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الاوسط".